ينظم سكان دواوير سد الوحدة (تزروت، لمغاسل، اغويبة، أحجار عباس، واطويسة) اعتصاما مفتوحا أمام باب محطة تصفية الماء التي أنجزها المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب فرع الماء الصالح للشرب منذ ال30 من أبريل الماضي احتجاجا على إقصاء هذه الدواوير من برنامج الربط بشبكة الماء الصالح للشرب، في حين تمت برمجة مناطق أخرى بعيدة بشكل يخالف القوانين والمواثيق والفصل 31 من دستور المملكة. «قريب من مكة بعيد منها» هذا المثل هو الذي ينطبق على سكان دواوير سد الوحدة، فعلى الرغم من أن الحقينة الكبيرة لهذا الأخير قادرة على تغطية حاجياتهم حيث تقدر بحوالي أربعة مليارات مكعبة، إلا أنه وبشكل يثير الاستغراب يضطر السكان إلى قطع عشرات الكيلومترات بحثا عن شربة ماء، وأن الأطفال المتمدرسين هم من يتولون هذه المهمة مما يؤثر سلبا على تحصيلهم الدراسي. ووصفت مصادر جمعوية بالمنطقة بأن سكان سد الوحدة يعيشون أزمة ماء خانقة امتدت لعقدين من الزمن منذ بداية أشغال بناء السد وحتى اليوم، وهو ما دفع الكثير من السكان إلى حفر آبار للتخفيف من وطأة هذا الوضع، غير أنهم سرعان ما تفاجؤوا بملوحة المياه الجوفية التي لا تصلح للشرب، بل إن نسبة الملوحة تزداد في فصل الصيف عندما تزيد الحاجة لهذه المادة الحيوية. وأضافت المصادر ذاتها أن هذه المنطقة كانت تسمى إلى عهد قريب بدار الواد، وبأنها تتميز بوفرة الماء لاستغلاله في الفلاحة وليس فقط للشرب والأعمال المنزلية. وأضافوا أنه عندما أعطيت انطلاقة أشغال بناء هذا السد استبشر السكان خيرا ظنا أن المنطقة ستعرف قفزة نوعية في شتى الميادين خصوصا الفلاحية على أساس إقامة مشاريع الري العصري وغرس الأشجار وتحسين السلالات وتثمين منتجاتها الفلاحية تعويضا لهم عن الأراضي الخصبة التي انتزعت منهم، غير أن لا شيء من هذا حصل، بل إنه تم الإجهاز على حقهم في الحصول على الماء الصالح للشرب وكأنهم يقطنون بأرض قاحلة. وقد راسل المحتجون جميع الجهات المعنية من بينها السلطات المحلية وممثلي المنطقة على المستوى المحلي والإقليمي وبرلمانيي الإقليم اللذين تقدما إلى الجهة الوصية على قطاع الماء بأسئلة كتابية كان الجواب عليها أن دواوير السد تستفيد من الماء الصالح للشرب، الرد نفسه كان لوزير الداخلية، وهي الأجوبة التي استقبلها السكان باستغراب كبير، وتساءلوا عن الجهة التي تروج مثل هذه المغالطات، خصوصا أن محطة لتصفية الماء تم إنشاؤها بقلب هذه الدواوير وبالضبط بدوار تزروت لتزويد قرية ابا محمد وإقليم شفشاون بالماء الصالح للشرب، بينما تم استثناء دواوير السد التي ضحت بأخصب الأراضي في سبيل إنشاء هذ السد والمحطة نفسها. ويخوض السكان الاعتصام للضغط على المكتب الوطني للكهرباء فرع الماء من أجل تنفيذ بنود اتفاق يوليوز 2013 الذي كان قد أبرمه مع السكان في شخص جمعية الوحدة للتنمية المستدامة وتحت إشراف قائد قيادة لمجاعرة الذي تعهد فيه بأجندة محددة لبدء أشغال ربط دواوير السد بشبكة الماء الصالح للشرب في أجل أقصاه يوليوز2014، لكن لا شيء من هذا يحصل إلى حد كتابة هذه الأسطر، تضيف مصادر من المنطقة.