ليلة مرعبة جديرة بتحويلها إلى شريط سينمائي تلك التي عاشتها، ليلة الخميس الماضي، أسرة صغيرة بوجدة، تتكون من زوج صراف وزوجته وطفلتهما الصغيرة، بعد أن هاجم منزلها مسلحون ملثمون وضعوا على عنق الطفلة سيفا لتهديدها بالذبح إن لم يستجب والدها لأوامرهم ومدّهم بمفتاح الصندوق الحديدي المفترض احتواؤه على مبالغ مالية مهمة ومجوهرات وحلي بعد أن أصابوه في ذراعه. الأسرة تعرضت لهجوم خطير أقدمت عليه عصابة من ثلاثة أفراد ملثمين ومدججين بالسيوف، اقتحموا المنزل حوالي الرابعة صباحا، واستعملوا الغاز المسيل للدموع، وتمكنوا من السطو على سلستين وقرطين وسوارين من الذهب، إضافة إلى هواتف نقالة وثلاثة جوازات سفر. التحريات المكثفة، التي باشرتها عناصر الشرطة القضائية، التابعة لولاية أمن وجدة، مكنت بعد ساعات قليلة من الهجوم على الأسرة بإيقاف أحد المتهمين، بعد رصده ومطاردته بأرض خلاء بالجهة الجنوبية الشرقية للمدينة، فيما تمكن شريكاه من الفرار مستفيدين من تضاريس الحي الهامشي الذي تعمد الجناة اللجوء إليه. وقد حجزت المصالح الأمنية لدى المتهم الموقوف، الذي قاوم العناصر الأمنية مقاومة شديدة، أصيب خلالها أحد العناصر الأمنية بجروح، سيفين وقنينة غاز مسيل للدموع ودراجة نارية كان يقودها بسرعة جنونية للفرار من الأمن، اتضح أنها تشكل موضوع سرقة اقترفتها نفس العصابة، يوم الثلاثاء 19 ماي الماضي. كما حجزت لديه ثلاثة جوازات سفر ومنظارا، وهي من المسروقات المصرح بها من قبل الضحية صاحب محلّ صرف العملة. تعميق البحث والتحريات أبان أن الجناة، وهم من ذوي السوابق العدلية القضائية في ميدان السرقات بالعنف، اقترفوا فعلتهم عن سبق إصرار وترصد. إذ أن أحد أفراد العصابة الموجودين في حالة فرار يعتبر صديقا لابن الضحية، وكان يزوره باستمرار في منزله، وكان على علم بأن والد صديقه يتوفر على خزينة بداخل المنزل. لذا تعمد وشريكاه ليلة اقترافهم جريمتهم الالتقاء ليلا بالصيرفي، وسرقوا مفاتيح منزله من جيب صدريته دون أن ينتبه لذلك، وقاموا بعد ذلك باقتحام المسكن بنية الحصول على أموال الخزينة باستعمال المفاتيح المذكورة. وقد أسفرت مجهودات المصالح الأمنية بولاية أمن وجدة عن ضبط الجانيين الفارين، أحدهما موضوع مذكرة بحث بتهمة السرقة بالعنف. وقد وضع الجانيان تحت الحراسة النظرية من أجل فكّ لغز الأفعال الإجرامية المقترفة من قبل هذه العصابة الإجرامية، قبل إحالة أفرادها على النيابة العامة باستئنافية وجدة.