"هادشي راه بزاف، واش من الثمنية ونص وأنا هنا وباقي مقاديش الغراض ديالي، هادشي ماشي معقول"، هذا الكلام لأحد المواطنين، الذي كان يرغب في تصحيح إمضائه يوم السبت الماضي في أحد مخافر شرطة القرب في عمالة مقاطعة الفداء التي تحولت إلى فضاء لتصحيح الإمضاءات. ويتكبد الكثير من المواطنين معاناة كثيرة من أجل قضاء غرض إداري بسيط مرتبط بتصحيح الإمضاءات كل يوم سبت، والسبب يرجع إلى كون قبلة الكثير من البيضاويين الذين يرغبون في تصحيح إمضائهم هو مركز أمن القرب الذي تحول إلى فضاء لتصحيح الإمضاءات. زيارة قصيرة لهذا الفضاء تضرب في العمق كل الكلام الذي يقال حول إصلاح الإدارة وإعادة هيكلتها، فالمواطن المغلوب على أمره يجد نفسه مضطرا إلى المكوث في هذا المكان لأزيد من ثلاث ساعات، فقط من أجل قضاء غرض إداري لا يتعدى ثواني قليلة. وتعد المعاناة القاسم المشترك بين المواطنين والموظفين، الذين يجدون أنفسهم مطوقين بوثائق كثيرة مطالبين بتصحيح إمضائها في وقت قياسي، في غياب ظروف جيدة للعمل وفي ظل احتجاجات كثيرة لبعض المواطنين الغاضبين من تأخر تصحيح إمضاء وثائقهم، وقال أحد المواطنين بنبرة غاضبة جدا" ليس من المعقول البقاء مدة طويلة في هذا المكان من أجل غرض إداري بسيط، فحري بالسلطات أن تفتح أكثر من مركز للديمومة ليتمكن المواطنون الذين لا يجدون الفرص المواتية لتصحيح إمضاءاتهم أيام العمل من أجل القيام بهذه المهمة. وأضاف المتحدث ذاته، أن ما يثير الامتعاض هو أن بعض المواطنين لا يحترمون الأسبقية، ففي الوقت الذي يحرص البعض على احترام موعد تقديم وثائقه قصد إعادة تصحيحها، هناك فئة أخرى لا يهمها سوى قضاء مصالحها على حساب الآخرين دون أي اهتمام لمبدأ احترام الأسبقية، وقال "الجميع لديه أغراض أسرية كثيرة وأي إنسان موجود في هذا المكان مطالب بعدة التزامات ومن أبسط واجبات المواطنة الذي يسبقك في الدور". ولأنه وقعت فوضى على مستوى عدم احترام الأسبقية لم يجد أحد المواطنين بدا من التدخل وتطوع من أجل ضبط النظام، وهو الأمر الذي أثار استحسان مجموعة من المواطنين، الذين أكدوا أنه لابد من تسهيل مأمورية هؤلاء الموظفين وعدم تحميلهم أكثر من طاقاتهم، حيث إن بعضهم يضطر إلى ملء بعض الوثائق لبعض المواطنين الذين يجهلون طريقة ملئها، وهو ما يؤثر على وتيرة العمل، وقال أحد الموظفين موجها كلامه لمواطن احتج على التأخر في تصحيح إمضاء وثيقته، «راه خاصنا نعمروا الوثائق للناس باش يقيضو غراضهم ديراوا النظام باش كلشي يقضي غراضوا». ساعة من الجحيم يعيشها بعض المواطنين الراغبين في تصحيح إمضاء وثائقهم يمكن أن تتحول إلى لحظات من النعيم في حالة إذا ما تم فتح أكثر من فضاء لهذه العملية أيام السبت والأحد والأعياد، بهدف التحقيق الفعلي لشعار الإدارة في خدمة المواطنين.