أعلن رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، أول أمس الأربعاء، أن كل المؤشرات تدل على أن حزب العدالة والتنمية سيفوز بالانتخابات التشريعية المقبلة، «وربما سيشكل الحكومة، وربما سأشكلها أنا شخصيا». وحذر بنكيران، الذي كان يتحدث في الجزء الثاني من حواره التلفزيوني مع قناة «الجزيرة»، المعارضة من ابتزاز الدولة فيما يتعلق بالانتخابات الجماعية. وشن بنكيران هجوما كبيرا على قيادات المعارضة، بدءا بشباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، الذي اتهمه بالاستفادة «من ملايين ومليارات الدراهم»، دون أن يوضح بنكيران طريقة استفادته تلك. وأضاف بنكيران أن «المواطن المغربي عرف من يريد له الخير ومن يريد فقط الاستفادة وقد استفاد». وعاد بنكيران إلى حدث انسحاب حزب الاستقلال من الحكومة بقرار من شباط، وأشار في هذا السياق إلى أن هناك جهة سياسية كانت على اتصال بشباط وبقيادات المعارضة. وكشف أن هذه الجهة هي نائب الأمين العام للحزب الثالث في المعارضة، في إشارة إلى إلياس العماري، القيادي بحزب الأصالة والمعاصرة. وقال بنكيران إن «هذه الجهة كانت على اتصال بالأحزاب التي كنت سأشكل معها الحكومة، والتي وقعت تغييرات في قياداتها». وأضاف أن «شباط من عباطته أنه صدق ما وعد به من إمكانية تشكيله للحكومة بعد الانسحاب منها وقيادتها». وأوضح بنكيران أن شباط منذ خروجه من الحكومة وهو «في محنة ويضبط الأمور في حزبه بالبلطجة ولا تكاد تسمع صوت الأطر الحقيقية والمحترمة داخله. أما قيادات الحزب التاريخية فتعتبره في محنة ينتظرون انتهاءها». وبعد شباط، وجه بنكيران سهام نقده إلى إدريس لشكر، الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي، واصفا ما يجري في الاتحاد الاشتراكي ب»منطق البلطجة». واتهم رئيس الحكومة لشكر بتدمير نقابته وشبيبته وفريقه البرلماني، متحديا إياه إن كانت لديه القدرة على الفوز في الانتخابات أو تحريك الشارع بدل المطالبة بانتخابات مبكرة. كما أكد على وصف سبق أن وصف به لشكر، إذ قال: «نعم هو طاغية الاتحاد الاشتراكي». وفيما يخص الشكاية التي رفعتها المعارضة إلى الملك، كشف بنكيران أن الملك أعرض عنها، لأن «الملك هو حكم بين المؤسسات كالبرلمان والحكومة إذا وقع الخلاف بينها، ولا يتصور أن يتدخل بين الأحزاب». ورفض بنكيران التراجع أو الاعتذار عن وصفه خطاب المعارضة في البرلمان ب»السفاهة»، مضيفا أن أقل ما توصف به تصريحاتهم هو السفاهة، ومؤكدا أن «معظم سكان الفايسبوك ساندوني في موقفي». وعلاقة بالتوجه الإسلامي للحزب وتجربته الحكومية، أوضح بنكيران أنه قرر منذ زمن بمعية إخوانه أن يتخلص من التبعية لأي مرجعية أو شيخ، معتبرا نفسه وحزبه مجرد طرف في العملية السياسية وليس وصيا على الناس. ورفض في معرض حديثه التطرق إلى تجربة الإخوان المسلمين قائلا «إنهم اليوم في محنة ولا أريد أن أتحدث عنهم».