دون سابق إنذار، وجد فريق المغرب الفاسي نفسه يعيش على وقع خلافات بين أعضاء مكتبه المسير، وخصوصا بين الرئيس رشيد الوالي العلمي وسعد أقصبي، وملخص الحكاية أن الأخير حل ضيفا على قناة «الرياضية» ضمن برنامجها ب»الواضح»، حيث تطرق لمجموعة من الأمور المتعلقة بشؤون الفريق، بيد أن الحلقة لم تبث، والسبب أن رئيس المغرب الفاسي رشيد الوالي العلمي وجه رسالة إلى القناة، اتهم فيها بشكل واضح أقصبي ب»انتحال صفة» رئيس منتدب، مسجلا أن «لائحة أعضاء المكتب المسير التي تم إيداعها سواء لدى الجامعة الملكية أو لدى السلطات المحلية بفاس لا يوجد بها منصب الرئيس المنتدب، وأن أقصبي ما هو إلا أحد نواب الرئيس بدون أي انتداب أو تفويض»، قبل أن يضيف:» نثير انتباهكم إلى أن أقصبي لا حق له في التواصل أو الكلام باسم النادي…». أولا: لابد من الإشارة إلى أن الأسلوب الذي كتبت به هذه الرسالة يفتقد إلى اللباقة والشياكة التي من المفروض أن يتحلى بها رئيس لفريق لكرة القدم، فما بالك إذا كان الأمر يتعلق بالمغرب الفاسي، اللهم إلا إذا كان العلمي قد اكتفى بتوقيع الرسالة فقط. لقد جاء في الرسالة «إن أقصبي ما هو إلا نائب للرئيس»، وفي ذلك نظرة دونية وتحقيرية لمن يشغلون هذا المنصب داخل المغرب الفاسي وغيره من الفرق، ذلك أن نظرة العلمي لأقصبي امتدت دون أن يدري لنوابه الأربعة الأخرين وهم الإخوة المرنيسي والقندوسي وكسوس، وهو ما يفرض على العلمي تقديم اعتذار لهؤلاء الأعضاء، اللهم إلا إذا لم يكن لديهم أي مشكل في أن يتعرضوا لمثل هذه الإهانات. ثانيا: عندما نحاول تتبع سير الأحداث، ونقلب صفحات الموقع الرسمي للفريق سنجد أن لائحة المكتب المسير تضم اسم سعد أقصبي كرئيس منتدب للفريق وليس نائبا للرئيس، ناهيك عن أن العلمي سبق له في أكثر من مرة أن قدم أقصبي كرئيس منتدب، لذلك، حرص العلمي في الرسالة التي كتبت له ووجهها إلى قناة «الرياضية» على الإشارة إلى « أن لائحة أعضاء المكتب المسير التي تم إيداعها لدى السلطات بفاس أو لدى الجامعة لا يوجد بها منصب الرئيس المنتدب». من الواضح أن العلمي لم يكن مقتنعا بضم سعد أقصبي إلى لائحة المكتب المسير للفريق، وأن كليهما تراجع عن ما كان ينادي به قبل أن ينسحب رشيد الحاذني من السباق ويدخل العلمي مرشحا وحيدا لرئاسة «الماص» بتزكية من الرئيس السابق مروان بناني، ولذلك، تفجرت الكثير من الخلافات التي بقي بعضها خفيا، قبل أن تخرج الأمور إلى العلن. والسؤال، إذا كان العلمي غير مقتنع بأقصبي فلماذا قبل ضمه إلى المكتب المسير في إطار صفقة رئاسته للفريق؟ ولماذا قدمه في أكثر من مرة بصفته رئيسا منتدبا، علما أن الموقع الرسمي يتضمن أيضا اسم اقصبي في لائحة المكتب المسير بهذه الصفة؟ ولماذا انقلبت الأمور كليا، وأصبح اقصبي متهما ب»انتحال صفة» والعلمي ب»التحايل» حتى لا نقول «التزوير». من حق العلمي أن يدافع عن استقرار فريقه، وأن يشتغل مع الأشخاص الذين يرتاح لهم، فمكتب مسير غير منسجم لا يمكن أن يحقق نتائج إيجابية، لكن لكل شيء قواعد وأخلاق..