في مدينة فاس أكثر من 30 أسرة تقطن في حي صفيحي لا زالت تعيش خارج التاريخ. يقول محسن الوردي، أحد سكان دوار «جنان الأبيض» بمنطقة «سيدي بوجيدة» ل»المساء»، إن أكثر من 200 مواطن في هذا الحي الصفيحي الذي يعود تاريخ ظهوره في المدينة إلى ما يقرب من 40 سنة، يعيشون بدون ماء صالح للشرب، وبدون كهرباء، وبدون قنوات صرف صحي. ويضيف بأن صهريجا للجماعة يبيع الماء الصالح للشرب كل أسبوع، لكن كميات القنينات التي يعبئونها لا تكفي لسد الحد الأدنى للمتضررين. ولا زال هؤلاء المواطنون يستعينون بأضواء الشموع وقنينات الغاز ل»لعن الظلام» في الليل، أما قنوات الصرف الصحي، فهم لا يتحدثون عنها، لأنها ليست من المطالب المستعجلة للسكان. الغريب في أمر هذا الحي الصفيحي أن السلطات المنتخبة كانت قد وضعت رهن إشارتهم سقاية عمومية، وتبيع لهم الماء، لكنها تعرضت لأضرار بليغة منذ حوالي سنتين، ما أدى إلى توقف خدماتها. وأصبح الصهريج يعوض هذه الخدمات المؤدى عنها، لكن دون أن يكفي لسد الخصاص.»نحن مهددون بالعطش مع اقتراب موسم الصيف حيث الحرارة تكون جد مرتفعة في مدينة فاس، ولا أحد يسمع تظلماتنا»، يورد الوردي ل»المساء». وكان سكان «جنان الأبيض» قد وجهوا عرائض للسلطات المحلية والمنتخبة، يطالبون فيها بفتح تحقيق في أوضاع هذا الدوار الصفيحي، واتخاذ ما يلزم من إجراءات لحفظ ما أسموه ب»كرامة المدينة» وتجنب «التشهير بصورتها»، لكنهم لم يتلقوا أي رد. الغريب في القضية أن الجهات التي وجهت لها العريضة لم تباشر حتى إجراءات الرد على المشتكين لإبلاغهم بتوصلها بتظلماتهم. ولم تخرج أي لجنة من اللجن الكثيرة المحدثة هنا وهناك للإطلاع على أوضاعهم المزرية، يقول أحد النشطاء الجمعويين بمنطقة «سيدي بوجيدة».»نحن نطالب فقط بالماء والكهرباء، ولاحقا بالنظر في وضعية هذا الحي الصفيحي»، يورد محسن الوردي، وأكدت العريضة التي توصلت «المساء» بنسخة منها بأن المتضررين يطالبون ب»الإنصاف» و»صون الكرامة».