قال القيادي في حزب العدالة والتنمية عبد الله بوانو في تصريح ل»المساء»: «نريد أن نعرف متى تحوّل الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، مصطفى الباكوري، ناطقا باسم القصر حتى يقول للرأي العام إن جلالة الملك غير راضٍ عن رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران». واعتبر بوانو، تعليقا على ما جاء في تصريحات الباكوري، في الاجتماع الذي عقدته فرق المعارضة بمجلس النواب بحضور أمنائها العامين، أن مثل هذه التصريحات تعتبر «تجرؤا واضحا ومسّا بالمؤسسات وزجّا بالمؤسسة الملكية في المواجهة السياسية بعد أن فقدت المعارضة البوصلة وبدأت تتخبط يمنة ويسرة في نكوص واضح عن المضامين المتقدمة لدستور 2011». وتعليقا على دعوة الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، ادريس لشكر، رئيس الحكومة إلى تقديم استقالته وإجراء انتخابات سابقة لأوانها، قال بوانو إن ذلك وجه من أوجه السفاهة، وأضاف «هذا الصنف من المعارضة يحنّ إلى زمن الانقلابات، فبعد أن انقلبوا على أحزابهم وأفكارهم يحاولون الانقلاب على هذه التجربة الناجحة ويغلفون ذلك سياسيا»، ودعا رئيس فريق بنكيران بمجلس النواب المعارضة إلى إسقاط الحكومة بالوسائل التي يتيحها الدستور، ومنها ملتمس الرقابة، وقال للمعارضة: «إذا كنتم لا تتوفرون على النصاب اللازم للتقدم بملتمس الرقابة فنحن مستعدون لإكماله، ونحن نتحدّاكم». وفي الوقت الذي كان فيه زعماء أحزاب المعارضة يجتمعون، صباح أول أمس الثلاثاء، للرد على التوتر السياسي المستمر مع رئيس الحكومة، اغتنم بوانو فرصة اللقاء الأسبوعي للفريق الإسلامي، لتوجيه «مدفعيته الثقيلة» نحو معسكر المعارضة، الذي اتهمه بالحنين إلى زمن الانقلابات. الهجوم القوي لعبد الله بوانو جاء تعليقا على التوتر الذي عرفته الجلسة الأخيرة لمساءلة رئيس الحكومة، وما أعقبها من دعوات إلى استقالة بنكيران وتنظيم انتخابات سابقة لأوانها. بوانو اعتبر أن المعارضة تستعمل لغة الغابة ضدا على الدستور والقانون والأعراف الديمقراطية، من خلال عرقلتها لجلسة دستورية بالضرب على الطاولة والصراخ والعويل. واتهم القيادي البارز في الحزب الإسلامي المعارضة بالحنين إلى زمن الانقلابات، غير أنه عاد يؤكد أنه لن يتم السماح لها بالانقلاب السياسي. وزاد موضحا أمام أعضاء الفريق أن «الشعب المغربي يعرف جيدا ماذا يحدث ولن ينتظر شيئا من معارضة لا تفهم إلا في لغة الانقلابات بعد أن انقلبت على مواقفها السابقة ومنهجها وأفكار مؤسسيها»، وفق تعبيره. واعتبر رئيس فريق العدالة والتنمية أن «أحزاب المعارضة داست على الدستور بطريقة فرعونية وهمجية وبلطجية»، حيث تساءل قائلا: «إلى أين تريد المعارضة أن تصل بالصفير والعويل والبلطجة في البرلمان؟». ورفع بوانو التحدي أمام أحزاب المعارضة، التي وصفها ب»المهزوزة»، بأن تذهب إلى التقدم بملتمس رقابة كما ينص على ذلك الدستور، قبل أن يعلق بأنها لن «تستطيع ذلك لأنه لا بديل عندها تقدمه للشعب المغربي».