كشفت دراسة بريطانية حديثة أن النزاعات الزوجية والعلاقات السيئة تزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب لما تنطوي عليه من ضغوط نفسية تضر بصحة القلب. ووجدت الدراسة التي أجراها باحثون في جامعة اينفرستي كوليدج الطبية أن الأزواج الذين يعيشون علاقة سيئة معرضون بنسبة 34 في المائة للإصابة بنوبة قلبية أو مشاكل أخرى بالقلب، أكثر من أمثالهم ممن يقيمون علاقة جيدة ومتوازنة يطبعها التفاهم والحب المشترك. وفي هذا الصدد قال الباحث روبرتو دي فوغلي الذي أشرف على الدراسة: «الدراسة تقر بأهمية الزواج، غير أنها تشدد على أهمية اختيار شريك الحياة, حيث أن نوعية العلاقة الزوجية أمر هام جدا . ونحن نقوم حاليا بعدة اختبارات على الخاضعين للدراسة, لمعرفة ما إذا كان الذين يعيشون حياة زوجية مشوبة بالخلافات والتوتر قد بدت عليهم أعراض بيولوجية للإجهاد النفسي، مثل الالتهابات والإفرازات العالية من هرمون الإجهاد النفسي، قد تساهم مستقبلا في إصابتهم بأمراض القلب». ويُذكر أن دراسة أخرى أجريت، مؤخرا، وتركزت حول طبيعة العلاقات الزوجية، توصلت الى نتائج مختلفة حيث أنها لم تجد أي صلة بين ضغوط الزواج بشكل عام ومخاطر الإصابة بأمراض القلب أو الوفاة المبكرة، غير أنها وجدت من خلال تتبع عينة من المشاركين في الدراسة لمدة عشر سنوات، أن السيدات اللائي يكتفين بالصمت عند نشوب خلافات أسرية معرضات أكثر للموت، مقارنة مع اللائي يعبرن عن مشاعرهن خلال هذه الخلافات. بيد أن جيمس كوين، أستاذ علم النفس في جامعة بنسلفانيا الأمريكية ، الذي قام بدوره بدراسة العلاقات الاجتماعية والوقع الصحي الذي تحدثه، أوضح أن الطلاق ليس بالضرورة الحل الأمثل لإنهاء الزيجات الفاشلة، حيث ان الأدلة أكدت على أن العزاب معرضون للإصابة بأمراض القلب بنسبة أعلى من نظرائهم المتزوجين، لهذا وجب الحفاظ على العلاقة الزوجية المتوازنة التي تحفظ صحة الطرفين وتحقق لهما المزيد من السعادة، عوض البحث عن المشاكل وإثارة الخلافات التي لا تؤثر على الصحة النفسية فقط بل ويمكن أن تؤدي بالزوجين إلى الإصابة بالذبحة الصدرية أو الجلطة الدماغية وعدد من الأمراض الخطيرة الأخرى.