يستقبل الرجاء البيضاوي مساء الأحد فريق وفاق سطيفالجزائري في ذهاب دور ثمن نهائي عصبة الأبطال الإفريقية. وتعتبر المباراة، إلى جانب تلك التي ستجمع نفس اليوم بين المغرب التطواني والأهلي المصري بمثابة قمة دور ثمن نهائي عصبة الأبطال، بالنظر إلى قيمة الفرق المتبارية التي تعطي لمثل هذه المباريات طابع «الديربي» المغاربي أو العربي. ويبحث الرجاء عن تحقيق فوز مهم بمركب محمد الخامس بالدار البيضاء، تحسبا لمباراة الإياب التي ستقام بمدينة سطيفالجزائرية، خاصة أنه لم يبلغ دور المجموعات منذ أزيد من أربع سنوات. ويعول الفريق «الأخضر» على جمهوره العريض الذي ينتظر أن يحج بعشرات الآلاف إلى مركب محمد الخامس يوم الأحد، من أجل تحقيق الانتصار أمام فريق وفاق سطيف الذي يعيش فترة فراغ في الدوري المحلي، يقابلها تألق على المستوى القاري. «ديربي» مغاربي تعتبر مباراة الرجاء ووفاق سطيفالجزائري قمة كروية مغاربية، بالنظر إلى قيمة الفريقين وتاريخهما المليء بالألقاب وخبرتهما الإفريقية. تقابل الفريقان في دور مجموعات عصبة الأبطال العربية موسم 2007-2008، إذ عاد الفوز للفريق الجزائري ذهابا بهدفين لصفر، وتفوق الرجاء إيابا بالدار البيضاء بهدف دون مقابل سجله السنغالي أندري سانغهور. والتقى الفريقان من جديد سنة 2009 في كأس شمال إفريقيا للأندية البطلة، وانتهت مباراة الذهاب بالبيضاء بهدف لمثله، وعاد الفوز إيابا لوفاق سطيف بهدفين لصفر، سجلهما المهاجم عبد المالك زياية الذي سيغيب عن مباراة الأحد المقبل بفعل الإصابة. وسيبحث الرجاء عن تحقيق الفوز بمركب محمد الخامس مع الحرص على عدم استقبال مرماه لأي هدف، حتى يخوض مباراة الإياب في الجزائر في ظروف أفضل. وسيفتقد الرجاء إلى لاعبه عبد الإله الحافيظي الذي أصيب في مباراة «الديربي» الأخيرة أمام الوداد، بينما سيسترجع حارسه الأساسي خالد العسكري الذي غاب عن مباراة إياب سدس عشر نهائي عصبة الأبطال أمام كايزر شيفز الجنوب إفريقي بالدار البيضاء والتي انتهت بفوز الرجاء بهدفين دون مقابل، بسبب حصوله على إنذارين. ويعيش وفاق سطيف فترة فراغ بعد خروجه من نصف نهائي كأس الجزائر أمام نادي مولودية بجاية بالضربات الترجيحية، كما أنه تخلى عن صدارة ترتيب الدوري الجزائري لصالح فريق مولودية بجاية، عقب انهزامه في مباراتين متتاليتين أمام مولودية الجزائر وجمعية أولمبي الشلف. إنقاذ الموسم أصبح الهدف المرسوم من قبل مسؤولي الرجاء البيضاوي واضحا الآن، بعد أن ابتعد الفريق بشكل كبير جدا عن التنافس على لقب البطولة الاحترافية، عقب تعادله الأخير أمام الوداد في مباراة «الديربي» بهدفين لمثلهما، وهي النتيجة التي تركت الرجاء ثامنا في سبورة الترتيب بعيدا عن دائرة الصراع على اللقب إلى جانب تعادله مع «الكاك» الثلاثاء الماضي. وبعد خروج الرجاء من السباق على اللقب، أصبحت عزيمة المدرب واللاعبين قوية وصار الرهان الأساسي اليوم هو بلوغ دور مجموعات عصبة الأبطال الإفريقية، والذهاب بعيدا في المنافسات القارية. ويعيش الرجاء واحدا من أسوأ مواسمه على المستوى المحلي، إذ تلقى ثلاث هزائم في عقر داره في منافسات البطولة أمام المغرب التطواني والدفاع الحسني الجديدي بهدف لصفر، ثم أمام حسنية أكادير بهدفين لواحد، علما أنه خسر بمركب محمد الخامس في منافسات كأس العرش أمام الجيش الملكي بهدف لصفر، كما تعرض على غير عادته لهزائم ثقيلة، أبرزها الخسارة بالجديدة بثلاثة أهداف لصفر في مرحلة الذهاب والسقوط المدوي بأكادير أمام الحسنية بخمسة أهداف لثلاثة. وحصد الرجاء 8 هزائم في 26 مباراة وهو رقم كبير، فبالإضافة إلى هزائمه الثلاثة داخل ملعبه، تعثر الرجاء أمام الدفاع الجديدي (3-0) وحسنية أكادير (5-3) والنادي القنيطري (1-0) والوداد البيضاوي (2-1) والمغرب الفاسي (2-1). ويعيش الرجاء وضعا لم يعشه منذ 8 سنوات، إذ لم يسبق له أن خسر في 8 مباريات في الدوري منذ موسم 2006-2007، الذي كان فيه مهددا بالنزول إلى القسم الثاني، قبل أن ينقذ موسمه في آخر الدورات وينهي البطولة في المركز الحادي عشر. وخسر الرجاء في موسم 2006-2007 في تسع مباريات، وفي الموسم الموالي انهزم ست مرات وخسر ثلاث مرات فقط في موسم 2008-2009 ثم انهزم في ست مباريات في الموسمين المواليين، وتعثر سبع مرات في موسم 2011-2012 وخسر في مباراتين في موسم 2012-2013 الذي توج فيه بلقب البطولة الاحترافية ثم انهزم في سبع مباريات في الموسم الماضي التي انتهى بتتويج المغرب التطواني باللقب. تألق قاري مقابل تواضع نتائجه على المستوى المحلي، شهد الرجاء البيضاوي صحوة على المستوى القاري وأضحى قريبا من بلوغ دور المجموعات لعصبة الأبطال الإفريقية لأول مرة منذ أربع سنوات. وأزاح الرجاء في الدور التمهيدي فريق الشياطين السود الكونغولي بعد أن فاز عليه ذهابا برباعية نظيفة وتعادل معه إيابا بهدفين لمثلهما، كما أقصى في دور سدس عشر النهاية نادي كايزر شيفز الجنوب إفريقي بعد أن فاز عليه ذهابا وإيابا بهدف لصفر ثم بهدفين دون رد. ويراهن الرجاء على الموسم الحالي للعودة بقوة في دوري أبطال إفريقيا، خاصة بعد خروجه المخيب الموسم الماضي من دور سدس عشر النهاية أمام حوريا كوناكري الغيني بالضربات الترجيحية. وغاب الرجاء عن دوري أبطال إفريقيا في 2013، وقبل ذلك بعام أقصي من الدور التمهيدي على يد فريق بيريكوم تشيلسي الغاني عندما خسر ذهابا بخماسية نظيفة وفاز إيابا بثلاثة لصفر. آخر مرة بلغ فيها الرجاء دور المجموعات، كانت في 2011، عندما تخطى توربيون التشادي وملعب باماكو المالي وأسيك أبيدجان الإفواري، قبل أن يصل إلى دور المجموعات، إذ حل أخيرا في المجموعة الأولى بثلاث نقاط فقط خلف إنييمبا النيجيري والهلال السوداني والقطن الكامروني، من ثلاث هزائم وثلاث تعادلات.