على غرار العديد من المجموعات الاقتصادية المغربية، فشلت الشركة الوطنية للاستثمار في تحقيق نتائج إيجابية برسم السنة الماضية، إذ شهدت حصيلة أنشطتها تراجعات على عدة مستويات. وإن كان هذا التراجع يجد تبريرا له في انسحاب المجموعة، التي يملك فيها الهولدينغ الملكي غالبية الأسهم، من مجموعة من الأنشطة خاصة المتعلقة بقطاع الصناعات الغذائية. الأرقام التي كشفت عنها المجموعة، تفيد أن رقم المعاملات سجل تراجعا بنسبة 18 في المائة مقارنة مع 2013، ليستقر في حدود 33 مليار درهم، كما تراجعت الأرباح الصافية في حصة المجموعة بنسبة 42 في المائة، لتسجل رقما لا يتجاوز 3 مليارات درهم. الأرقام السلبية التي حققتها المجموعة تعزى أيضا حسب المجموعة إلى تأثرها بالنتائج السلبية التي بصمت أداء عدد من فروعها خاصة شركة «مناجم»، التي اكتفت السنة الماضية بتسجيل أرباح في حدود 182 مليون درهم، ما يعني تراجعا عن الأداء المسجل سنة 2013 بنسبة 55 في المائة. كما تراجع الفائض العام للاستغلال، خلال الفترة ذاتها، بناقص 16.96 في المائة، ليستقر في حدود مليار و 257 مليون درهم، مقابل مليار و 509 ملايين درهم سنة من قبل. وانخفضت نتيجة الاستغلال بناقص 38 في المائة، لتستقر قي حدود 448 مليون درهم. وعلى غرار «مناجم» سجلت النتائج المالية، لشركة الإسمنت «لافارج»، فرع الوطنية للاستثمار، تراجعا أيضا إذ حافظت الشركة على مستوى أرباحها، خلال 2013، لتستقر في حدود 813 مليون درهم، في حين عرفت مداخيل الشركة تراجعا بناقص 5.1 في المائة، لتتراجع إلى 3 مليارات و 400 مليون درهم. وعلى العموم، يبقى انسحاب الشركة الوطنية للاستثمار من رأسمال شركتي «مركز الحليب» و«كوسومار»، اللتين تعتبران من أهم الوحدات في قطاع الصناعات الفلاحية والغذائية، فضلا عن انسحابها بالكامل من رأسمال «لوسيور كريستال»، من خلال تخليها عن نسبة 23.6 في المائة من رأسمال الشركة، أهم عوامل لتراجع حصيلتها، وكانت المجموعة أتمت السنة الماضية، عملية بيع 24 في المائة، من أسهمها في «كوسومار» في السوق المالي، وذلك لفائدة مستثمرين مؤسساتيين بمبلغ ناهز ملياري درهم، كما تخلت عن 21.8 في المائة من أسهمها المتبقية في مركز الحليب (سنترال ليتيير) بمبلغ مالي بقيمة 9 مليارات درهم، لصالح المجموعة الفرنسية «دانون»، ما يخفض نسبة تملكها في رأسمال مركز الحليب إلى 5 في المائة فقط. فضلا عن تخليها عن أسهمها في شركة الحلويات «بيمو» لفائدة عملاق المنتجات الغذائية الأمريكية «كرافت فودز». وكانت الشركة الوطنية للاستثمار، التي يرأسها اليوم حسن الورياغلي، الذي خلف حسن بوهمو، قبل عدة أشهر، قررت تكليف بنكي الأعمال «غولدمان شاس»، و«روتشيلد»، لتقييم إمكانية تخليه عن مساهمته في المجموعة البنكية «التجاري وفا بنك»، على أساس تنفيذها قبل نهاية السنة الجارية، على أساس أن تنتقل أسهمها إلى ما دون 30 في المائة بمبلغ إجمالي يناهز 900 مليون أورو. وتأتي عملية خروج المجموعة من رأسمال عدد من الشركات في إطار عملية إعادة هيكلة واسعة تروم تحويل المجموعة إلى صندوق استثماري موجه لاقتناء مساهمات بنسب ضئيلة في عدد من الشركات العاملة بالمغرب وبالقارة السمراء.