يخوض المنتخب الوطني لكرة القدم مساء يومه السبت أولى مبارياته في سنة 2015، عندما ينازل منتخب الأوروغواي بملعب أكادير الكبير. ولم يخض «أسود الأطلس» أي مباراة منذ شهر نونبر الماضي عندما فاز على البنين بستة أهداف لواحد وعلى زيمبابوي بهدفين لواحد، وكان حينها يستعد لكأس أمم إفريقيا 2015 التي كان من المفروض أن تقام بالمغرب، قبل يقرر الاتحاد الإفريقي لكرة القدم نقل البطولة إلى غينيا الاستوائية، بسبب تمسك المغرب بتأجيل المنافسات بسبب تخوفه من تفشي وباء «إيبولا». مباراة الأوروغواي ستكون أول محط إعدادية ل «أسود الأطلس» الذين يطمحون إلى التواجد في مونديال روسيا 2018. ظرفية المباراة عندما تولى الناخب الوطني بادو الزاكي مهمة تدريب المنتخب الوطني، كان الرهان هو الفوز بلقب كأس أمم إفريقيا 2015 الذي كان من المفروض أن ينظم بالمغرب، قبل أن تنقل «الكاف» البطولة إلى غينيا الاستوائية بسبب تمسك المغرب بطلب تأجيل المسابقة بسبب تخوفه من انتشار وباء «إيبولا». وعلى أساس الرهان القديم، واجه المنتخب الوطني منتخبات أغلبها من القارة السمراء. فبعد الفوز على الموزمبيق برباعية نظيفة والخسارة أمام أنغولا بهدفين لصفر بالبرتغال، خسر «أسود الأطلس» بموسكو أمام المنتخب الروسي بهدفين دون رد في يونيو الماضي. بعد ذلك، تعادل المنتخب الوطني بالدار البيضاء أمام قطر بدون أهداف، وفاز على ليبيا بثلاثية نظيفة وعلى جمهورية إفريقيا الوسطى بأربعة لصفر، ثم تفوق على كينيا بثلاثة لصفر بمراكش وهزم البنين بستة لواحد قبل أن يفوز على زيمبابوي بهدفين لواحد. بعد سحب تنظيم «الكان» من المغرب وعقوبات «الكاف» التي قضت بإبعاد المنتخب الوطني الأول عن كأس أمم إفريقيا 2017 و2019، أصبح الرهان الأول الآن هو بلوغ كأس العالم 2018 بروسيا، والذي ستنطلق تصفياته الإفريقية على الأرجح في يونيو 2016. مباراة المغرب والأوروغواي تأتي في ظرفية خاصة بالنسبة إلى المنتخب الوطني، إذ وجد الناخب الوطني بادو الزاكي نفسه مضطرا إلى الاستعانة بعناصر جديدة من أجل ضخ دماء في الفريق، مع الحفاظ على بعض الثوابت التي تعتبر أساسية، كما ستشكل المباراة فرصة حقيقية للوقوف على مستوى وجاهزية اللاعبين، بالنظر إلى مستوى الخصم. لائحة الزاكي ضمت اللائحة التي أعلن عنها الناخب الوطني بادو الزاكي 25 لاعبا يمثلون عشر دوريات مع تسجيل حضور الدوري المغربي بقوة باستدعاء خمسة لاعبين يليه الدوري الفرنسي الممتاز ودوري الإيرديفيزي الهولندي بأربعة لاعبين، مع استبعاد اللاعبين الممارسين في دوريات الخليج العربي. وشهدت لائحة المنتخب المغربي استدعاء أسماء جديدة لأول مرة كمنير محند محمدي حارس نومانسيا الإسباني، وعبد العالي المحمدي حارس الكوكب المراكشي، وأحمد المسعودي لاعب فريق لييرس البلجيكي وسفيان أمرابط لاعب فريق إفس أوتريخت الهولندي وياسين بامو لاعب فريق نانط الفرنسي، فيما غابت أسماء أخرى بداعي الإصابة كمروان داكوستا مدافع فريق سيفاس سبور التركي وعبد العزيز برادة لاعب فريق أولمبيك مرسيليا الفرنسي ومروان الشماخ مهاجم كريستال بالاس الإنجليزي، أو لخيارات تقنية للناخب الوطني كزكرياء بركديش لاعب فريق جنوى الإيطالي ويونس بلهندة لاعب فريق دينامو كييف الأوكراني وأحمد القنطاري مدافع فريق لانس الفرنسي وزهير فضال مدافع فريق بارما الإيطالي وأسامة السعيدي لاعب الأهلي الإماراتي. ويمزج الزاكي في القائمة التي ستواجه الأوروغواي بين عناصر جديدة ترغب في ضمان مكانتها داخل المنتخب، وعناصر أخرى شاركت في المباريات الودية الأخيرة أمام كينيا والبنين وزيمبابوي وينتظر منها الزاكي تأكيد علو كعبها، إلى جانب لاعبين من ذوي التجربة كالحسين خرجة. خصم كبير منذ مدة بعيدة لم يواجه المنتخب الوطني منافسين من الطراز «العالمي» بعد أن اكتفى طيلة السنوات الأخيرة بمواجهة منتخبات من إفريقيا. وباستثناء مواجهة روسيا شهر يونيو الماضي قبيل انطلاق منافسات كأس العالم بالبرازيل، فلم يواجه «أسود الأطلس» منتخبات أوروبية أو آسيوية كبيرة، مما يعني أن مباراة اليوم أمام أوروغواي ستكون بمثابة اختبار حقيقي لمدى جاهزية المنتخب المغربي. ولم يواجه «أسود الأطلس» أي منتخب من أمريكا الجنوبية منذ تسع سنوات، أي منذ سنة 2006 عندما خسر بملعب «كامب نو» ببرشلونة أمام المنتخب الكولومبي بهدفين لصفر، بعد أيام قليلة على فوزه على الولايات المتحدة الأمريكية بهدف دون رد. وسبق للمنتخب الوطني أن خسر بمركب محمد الخامس بالدار البيضاء أمام الأرجنتين بهدف دون مقابل. ومن جانب الأوروغواي، ستكون المباراة بمثابة أول محطة إعدادية بالنسبة إلى «كوباأمريكا» التي ستنطلق في يونيو المقبل، إذ سيواجه في دور المجموعات كلا من جامايكا والأرجنتين وباراغواي. ويعتبر منتخب الأوروغواي محكا حقيقيا ل «أسود الأطلس»، بالنظر إلى مكانته في خريطة كرة القدم العالمية، إذ يحتل الرتبة التاسعة في تصنيف «الفيفا»، متقدما على إيطاليا وإسبانيا وإنجلترا ومنتخبات أخرى عريقة. وبلغ منتخب أوروغواي دور ثمن نهائي كأس العالم 2014 وخسر أمام كولومبيا بهدفين لصفر، بعد أن تخطى في دور المجموعات كلا من إنجلترا وإيطاليا مع تسجيل خسارة أمام كوستا ريكا، مع العلم أنه حل رابعا في مونديال 2010 بجنوب إفريقيا. وسيُحرم منتخب أوروغواي ومعه الجمهور المغربي من مشاهدة نجم فريق برشلونة الإسباني لويس سواريز بسبب العقوبة التي أوقعتها عليه «الفيفا» في كأس العالم بالبرازيل الصيف الأخير بعد «عضه» للمدافع الإيطالي كيليني. وسيحضر منتخب أوروغواي إلى أكادير بكامل نجومه وعلى رأسهم هداف باريس سان جيرمان الفرنسي، إدينسون كافاني، ومدافعا أتلتيكو مدريد الإسباني خوسي ماريا خيمنيز ودييغو غودين. كافاني.. هداف بالفطرة تسلط الأضواء يومه السبت على مهاجم وهداف فريق باريس سان جيرمان الفرنسي، إدينسون كافاني، الذي سيكون في مواجهة خط دفاع «أسود الأطلس» وعلى رأسهم «صخرة دفاع» فريق بايرن ميونيخ الألماني المهدي بنعطية. نجم منتخب «السيليستي» سيحمل على عاتقيه مهمة هز شباك «أسود الأطلس» السبت المقبل بعد غياب قلب هجوم فريق برشلونة الإسباني، لويس سواريز، بسبب عقوبة «الفيفا». رأى كافاني النور يوم 14 فبراير 1987 بمدينة سالتو بأوروغواي وبدأ تكوينه الكروي داخل فريق دانوبيو الأوروغواياني الذي لعب لفريقه الأول وهو في الثامنة عشرة من عمره. في 30 مباراة سجل كافاني 14 هدفا لفريق دانوبيو بين عامي 2005 و2007، وغادر صوب فريق باليرمو الإيطالي وهو في العشرين من عمره فقط. في ثلاثة مواسم، سجل كافاني 38 هدفا لفريق باليرمو في 117 مباراة وصنع لنفسه اسما في الدوري الإيطالي الممتاز، وصار هدفا لكبار «الكالتشيو» كميلان وجوفنتوس وروما، لكن فريق نابولي كانت له كلمة الحسم في نهاية المطاف وخطف كافاني من باليرمو الذي كان يكتفي باللعب من أجل البقاء في الدوري الممتاز. محطة نابولي كانت مميزة بالنسبة إلى كافاني، حيث تألق هناك بشكل كبير وتوج هدافا للدوري الإيطالي وسجل ثلاثية في مرمى ميلان وثلاثية أخرى في مرمى جوفنتوس، ليصبح النجم الأول لفريق نابولي، بل ذهب البعض إلى حد تشبيهه بأسطورة الفريق، الأرجنتيني دييغو أرماندو مارادونا الذي صنع أمجاد نابولي في الثمانينات. بين 2010 و2013، سجل كافاني 104 أهداف لفريق نابولي في 138 مباراة، وأصبح مطلوبا بأكبر الفرق الأوروبية كريال مدريد الإسباني ومانشستر يونايتد الإنجليزي وأرسنال وتشيلسي، إلا أن عرض فريق باريس سان جيرمان الفرنسي كان الأقوى. في أول موسم له مع باريس سان جيرمان، صنع كافاني قوة ضاربة مع النجم السويدي زلاتان إراهيموفيتش، وتمكن اللاعب الأوروغواياني من التتويج بلقب الدوري الفرنسي مع الفريق العاصمي. خاض كافاني إلى حد الآن 83 مباراة بقميص باريس سان جيرمان وسجل 43 هدفا، ويحلم اللاعب بالفوز بلقب ما زال ينقصه، وهو دوري أبطال أوروبا، كما انه يحلم بقيادة منتخب أوروغواي إلى تتويج عالمي في كأس العالم 208 بروسيا، إذ سيكون عمره حينها 31 سنة.