حل جون ساركوزي، نجل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، بمدينة مراكش نهاية الأسبوع الماضي، لكن ليس من أجل المشاركة في الدورة الثانية لمؤتمر «السياسة الدولية»، ولا للمشاركة في الدورة السادسة ل«منتدى المستقبل»، كما فعلت كاتبة الدولة في الخارجية الأمريكية، التي سرقت الأضواء والحدث من كل ضيوف المنتدى. جون ساركوزي، الذي يبلغ من العمر 21 سنة، حل بمراكش رفقة زوجته الفرنسية الثرية «جسيكا صبون» (22 سنة). وقبل أن تطأ قدماه أرض المدينة الحمراء، كان على اتصال بأسرة عمر الجزولي، وتحديدا بحنا ماء العينين، زوجة عمدة مراكش السابق، التي وفرت له ظروف الإقامة والاستقبال، حيث اتصل عمر الجزولي ببعض المسؤولين بمراكش من أجل استقبال نجل رئيس فرنسا. فبالرغم من أن زيارة جون ساركوزي ليست رسمية وليست بدافع العمل، فإن «ساسة» مراكش أبوا إلا أن يجعلوا من هذه الزيارة مناسبة ترفيهية بطعم السياسة والدبلوماسية. لم يشأ جون ساركوزي الإقامة في فندق من فنادق مراكش، بل طلب من معارفه توفير الإقامة له عند بعض الأصدقاء المغاربة، وهو ما تم بشكل سهل، فقد نزل «وارث» الرئيس الفرنسي بإقامة مغربية بباب أطلس، حيث يوجد «الشعب» وحيث الفضاء يقرب الزائر من حقيقة الواقع الاجتماعي المراكشي. وقد ظل ساركوزي طيلة مقامه متطلعا إلى معرفة كل شيء عن المغرب، ومراكش تحديدا: الثقافة، الحضارة، المجتمع، السياسة،... فبالرغم من أن نجل ساركوزي حل بالمغرب في إطار زيارة استجمامية، بعد الحملة التي تعرض لها من قبل أحزاب المعارضة بفرنسا إثر «انتخابه» يوم الجمعة 23 أكتوبر الماضي عضوا في مجلس إدارة منطقة «لادفنس» في باريس، وهي تعتبر أكبر حي للأعمال في أوربا، من أجل التهيؤ لمرحلة أخرى في حياته، على اعتبار أن زوجته «جسيكا صبون» أضحت على وشك إنجاب حفيد لنيكولا ساركوزي، فإن ذلك لم يمنعه من استجماع معطيات ومعلومات عن المغرب. وفي هذا السياق، أسر مقرب من «جون ساركوزي» ل«المساء» بأن نجل الرئيس الفرنسي طلب معلومات دقيقة عن إسلاميي المغرب. وفي ليلة السبت الماضي، جمعت الأقدار كلا من هيلاري كلينتون وجون ساركوزي، دون موعد مضروب مسبقا أو لقاء محدد سلفا، فبينما كانت زوجة الرئيس الأمريكي الأسبق، بيل كلينتون، تتناول وجبة العشاء بفندق المامونية الذي تم ترميمه مؤخرا، دخل جون ساركوزي إلى مطعم الفندق الشهير دون أن يكون على علم بوجود كاتبة الدولة في الخارجية الأمريكية، حسب ما أسر به مصدر مقرب من ساركوزي ل«المساء». كان العديد ممن كانوا بالفندق، الذي عرف حراسة أمنية جد مشددة تلك الليلة، يتوقعون أن ساركوزي سيتجه صوب كلينتون للسلام عليها إن لم نقل مجالستها، لكن الغريب هو جلوس جون ساركوزي رفقة زوجته وضيوفه حول الطاولة، دون أن يعير هيلاري كلينتون أي اهتمام أو يلقي عليها السلام. تناول كل واحد منهما عشاءه وانصرف إلى حاله دون أن يسعيا إلى إغلاق الباب أمام الفضوليين وأقلام الصحافة التي ستفتح باب القيل والقال وكثرة السؤال في الموضوع.