أعلن تنظيم «الدولة الاسلامية» المتطرف قبوله مبايعة مجموعة بوكو حرام النيجيرية، وذلك في تسجيل صوتي بث الخميس على الانترنت وقدم على انه كلمة للمتحدث باسم التنظيم ابو محمد العدناني الشامي. وجاء في التسجيل «نبشركم اليوم بامتداد الخلافة الى غرب افريقيا، فقد قبل الخليفة حفظه الله بيعة اخواننا في جماعة اهل السنة للدعوة والجهاد (بوكو حرام)» التي كانت اعلنت في بداية مارس مبايعتها التنظيم المتطرف. وفي التسجيل الذي مدته 28 دقيقة دعا العدناني المسلمين «الى الهجرة الى اخوتنا في غرب افريقيا». وتكثف بوكو حرام التي يقدر عدد مقاتليها بآلاف عدة، الاعتداءات الدامية في المدن الكبرى في شمال نيجيريا وترتكب مجازر بحق القرويين في المناطق النائية في هذا البلد واحيانا في الدول المجاورة. وكانت «الدولة الاسلامية» التي سيطرت على مناطق واسعة من اراضي العراق منذ يونيو 2014 اضافة الى مناطق واسعة في سوريا، اعلنت قيام «الخلافة» في هذه المناطق. وبدأ تحالف دولي بقيادة واشنطن منذ غشت غارات في العراق ضد التنظيم المتطرف دعما لحملة برية للجيش العراقي وميليشيات شيعية ادت الى استعادة مناطق من الاسلاميين المتطرفين. وكان قائد الجيوش الأمريكية الجنرال مارتن ديمبسي اعلن مؤخرا ان التنظيم المتطرف «واقع تحت الضغط في كل ركن من العراق». وشنت القوات العراقية قبل 11 يوما هجوما واسع النطاق في محاولة لاستعادة تكريت. واعلنت الاربعاء انها على ابواب المدينة وتحاصر المسلحين الاسلاميين المتحصنين بها. لكن المتحدث باسم التنظيم قال في تسجيله الصوتي الخميس «ان الانتصارات التي يتحدث عنها الصليبيون والروافض (الشيعة) في فضائياتهم ليست سوى انتصارات وهمية مزيفة لا تعدو استرجاع بعض المناطق والقرى في حرب كر وفر» في العراق. واضاف «ان دولة الخلافة صامدة بفضل الله وتزداد قوة وصلابة يوما بعد يوم ولا زالت منتصرة». وتابع في محاولة على ما يبدو للتخفيف من الخسائر «الحرب سجال والايام دول وان المجاهدين في سبيل الله قد يخسرون معركة او مدينة او منطقة ولكنهم لا يهزمون ابدا .. وتكون لهم الغلبة في النهاية. فاثبتوا يا جند الخلافة». وكان بيتر فام مدير برنامج افريقيا في مركز اتلانتك كاونسل للأبحاث قال حين اعلنت بوكو حرام مبايعتها تنظيم الدولة ان ذلك يشكل فرصة للتنظيم «ليقدم نفسه على انه في توسع مستمر ولزيادة اشعاعه وليظهر بمظهر القوة التي لا يمكن تجاهلها. وهو في وضع دفاعي في العراقوسوريا وهذه فرصة له ليظهر بمظهر الجهة المتنامية القوة في اماكن اخرى». وفي نيجيريا خلف التمرد الاسلامي وقمعه منذ 2009 اكثر من 13 الف قتيل و1،5 مليون نازح. وشن الجيش النيجيري بمساعدة الكاميرونوتشادوالنيجر، في الاونة الاخيرة حملة مضادة وتمكن من استعادة بعض البلدات من اسلاميي بوكو حرام في شمال شرق نيجيريا. على صعيد متصل قدمت نسخة من مشروع قرار لمجلس الامن الدولي يلحظ تعزيز القوة الاقليمية التي تشارك فيها خمس دول حاليا للتصدي لجماعة بوكو حرام النيجيرية المتطرفة، وذلك عبر دعم مالي ولوجستي. ويتجه مجلس الامن ايضا الى فرض عقوبات على جميع داعمي الجماعة المتطرفة التي بايعت الاسبوع الفائت تنظيم الدولة الاسلامية، وفق مشروع القرار الذي اعد بمبادرة من تشادونيجيريا وانغولا. وسيدعم الدول 15 الأعضاء في مجلس الامن القوة الاقليمية المؤلفة من تشادونيجيرياوالنيجروبنينوالكاميرون والتي تبلغ مدة تفويضها عاما والمكلفة «تأمين اجواء آمنة في مناطق تحرك بوكو حرام». ومنذ فبراير، تشن نيجيريا والدول المجاورة لها حملة عسكرية غير مسبوقة ضد بوكو حرام. واورد مشروع القرار ان الامين العام للمنظمة الدولية بان كي مون سيكلف انشاء صندوق يخصص لتلقي مساهمات الدول الراغبة في مساعدة نيجيريا وجيرانها على تشكيل قوة من عشرة الاف جندي. ويخوض نحو 8700 جندي مواجهات حاليا مع بوكو حرام بينهم 3250 من نيجيريا وثلاثة الاف من تشاد و950 من الكاميرون و750 من بنين و750 من النيجر.