فجرت معطيات خطيرة حصلت عليها «المساء»، فضيحة من العيار الثقيل، تهم مشاريع إنجاز العديد من النافورات بمدينة القنيطرة، أبطالها مسؤولون بولاية جهة الغرب الشراردة بني احسن، ومسيرون بالمجلس الجماعي السابق. وقادت أشغال تزيين بعض المدارات الطرقية بكل من شارعي الإمام علي ومحمد الديوري، التي يشرف عليها حاليا فنان عصامي من المدينة، يدعى «يونس أميكو»، وما تسرب من معلومات بخصوص تكلفتها المادية الزهيدة، إلى الكشف عن حقائق جديدة، تؤكد، بحسب المصادر، حجم الفساد، الذي شاب مشاريع تهيئة العديد من الساحات العمومية والنافورات، التي أنجزت في إطار برنامج التأهيل الرباعي لمدينة القنيطرة بمبالغ مالية فاقت المليارين من السنتيمات. ورغم أن نافورة «حلالة»، لم تتجاوز ميزانية تشييدها 6 ملايين سنتيم، فإنها نالت إعجاب الموطنين الذين أضحوا يحجون إليها لالتقاط صور بجانبها، نظرا للمسة الإبداعية التي شيدت بها، والتي جعلت منها عملا فنيا متميزا حظي بالكثير من الإشادة والتقدير من طرف رواد موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، رغم بساطته الظاهرية وتنفيذه بإمكانيات جد متواضعة، مقارنة مع ما تم تخصيصه مثلا للنافورات الثلاث الشهيرة بالقنيطرة، التي التهمت لوحدها مليار سنتيم من المال العام. وسبق للعديد من المهتمين بالشأن العام المحلي، أن احتجوا بشدة على التكلفة المرتفعة لتلك النافورات، إذ أنجزت الواحدة منها بما يقارب 300 مليون سنتيم، وهو ما اعتبره المواطنون رقما خياليا ومبالغا فيه، يستدعي فتح تحقيق عاجل ودقيق، للتأكد من القيمة الحقيقية للمبالغ التي صرفت في هذه النوعية المتردية من المشاريع. واستنادا إلى المعطيات ذاتها، فإن العديد من الدراسات، التي صرفت عليها الأموال الطائلة، لم تحقق النتائج المرجوة منها، وكانت سببا في إفساد مشروعي تهيئة كل من الساحة الإدارية وساحة مولاي يوسف وساحة بئر أنزران، وجعلت العشوائية تطبع أشغال إنجازها، تاركة سكان المدينة يعانون الأمرين مع المشاكل المترتبة عن ذلك، سيما المتعلقة منها بالضوضاء والتلوث البيئي وحركة السير والجولان، التي أضحت تشكل خطرا كبيرا على المواطنين في المناطق المذكورة. كما تسببت تلك الدراسات الفاشلة التي استفاد منها الأحباب والمقربون في عهد الوالي بنشريفة، في تشييد مدارات و»خصات» لا تحمل من ذلك سوى الاسم، بعدما أصابها العطل والتلف بمجرد مرور وقت قصير على تشييدها، لكون إنجازها، تؤكد المصادر، كان بطريقة متسرعة وعشوائية تفتقد إلى الفن والإبداع، وتغيب عنها المعايير المعمارية، مشوهة بذلك المنظر العام للمناطق التي أحدثت فيها، ومساهمة في خلق فوضى عارمة في حركة السير والجولان، كما هو واقع بساحة «بئر إنزران» و»باب فاس»، التي تحولت الملتقيات الطرقية فيها، بفعل ذلك، إلى نقط سوداء تكثر بها حوادث السير.