أقدم أصحاب المحلات التجارية بمدينة وجدة القديمة، يوم الثلاثاء الماضي، على إقفال محلاتهم التجارية تنديدا باستمرار احتلال الملك العمومي من طرف "الفراشة"، أمام واجهات محلاتهم التجارية ، وتجنبا للدخول في صراعات دامية مع بعض هؤلاء المدججين بالأسلحة البيضاء والسيوف. التجار المتضررون طالبوا، غير ما مرة، السلطات المحلية والجماعية بالقيام بدورها المطلوب والتدخل لتحرير الملك العمومي من الباعة المتجولين والقارين و"الفراشة" الذين احتلوا بالقوة الأرصفة وطرقات ساحات العطارين والحدادين والجزارين ومداخل المدينة القدمية، فيما قام بعض التجار بحيازة عشرات الأمتار المربعة أضعاف مساحة محلاتهم التجارية وتسقيف الفضاءات وكرائها للفراشة وعمقوا، بذلك، من ظاهرة الفوضى والعشوائية. "الفوضى" أصبحت تميز المدينة القديمة، المدينة الألفية، بعد احتلال الملك العمومي وإعدام حركة السير والجولان، أمام أعين السلطات المحلية والمنتخبة والأمنية، حيث يشاهد سيارة القوات المساعدة رابضة عند باب سيدي عبدالوهاب كما لو أنها تحمي الفوضى، فيما رسم هؤلاء الباعة مناطقهم ونشروا أمتعتهم وعرضوا بضائعهم وسلعهم وتشاجروا من أجل الحفاظ على تلك المواقع التي امتلكوها بالقوة، بل قاوموا وجاهدوا حتى من أجل التوسع لامتلاك سنتيمترات أكثر. من هؤلاء "الفراشة" من يمتلك فضاءات من الملك العمومي، حسب التجار الرسميين أصحاب المحلات القانونية، والعديد من العربات المدفوعة يتاجر فيها رغم استفادته من دكاكين بأسواق نموذجية، بل منهم من يملك دكاكين في السوق نفسه. وقد شهدت ساحة سوق العطارين بالمدينة القديمة بوجدة ، صباح الإثنين الماضي، مواجهة عنيفة بين "فراشة" بساحة العطارين بسوق المدينة القديمة بوجدة، استعملت فيها الأسلحة البيضاء حول من له الأحقية في "احتلال" الملك العام المحاذي لنافورة الساحة، مما خلف رعبا كبيرا وسط المواطنين، متسائلين عن الجهة التي تحمي هؤلاء "الفراشة" المعروفين بسوابقهم العدلية والذين يعيثون فسادا بساحة العطارين التي تعد قبلة للسياح المغاربة والأجانب . وكاد أحد "الفراشة" أن يتسبب في كارثة عظمى، صباح الخميس 12 فبراير، بمحاذاة الباب المؤدي لساحة سيدي عبدالوهاب بمدنية وجدة، عندما دخل في نوبة هيستيرية وتسلح بقنينة بنزين وشرع في رشّ المواطنين مهددا بإضرام النار فيهم. وسبق لبعض تجار سوق مليلية أن دخلوا بداية هذا الشهر في صراعات مع الفراشة الذين أغلقوا أبواب السوق واحتلوا محيطه وفرضوا نظامهم على الجميع، وعبروا عن عزمهم تشكيل فرق لحماية أرزاقهم وسلعهم وبضائعهم من الكساد والبوار بعد عجز السلطات المحلية والمنتخبة والأمنية عن دورها في فرض النظام وحماية المواطنين وتحرير الملك العمومي. وجهت جمعية تجار المدينة القديمة نداء إلى والي الجهة الشرقية عامل عمالة وجدة انجاد ورئيس الجماعة الحضرية لمدينة وجدة، للتدخل لوضع حدّ لهذه الفوضى وتنظيم الأسواق واتخاذ القرارات اللازمة لمحاربة الأنشطة العشوائية وتفعيل دور الشرطة الإدارية التي لم يعد لها وجود على أرض الواقع وإنشاء مراكز أمنية داخل المدينة القديمة للحفاظ على النظام.