استدعي محمد عبد العزيز المراكشي، رئيس جبهة البوليساريو الانفصالية، بصفة رسمية، للقيام بزيارة رسمية لمنطقة «أستورياس» التي تقع بشمال إسبانيا، ابتداء من 29 أكتوبر القادم. ويرتقب أن يلتقي خلال إقامته بفينسانتي ألبيرتو ألفاريس أريسيس، رئيس الحكومة المستقلة لهذه المنطقة. الدعوة تم تسليمها إلى محمد عبد العزيز المراكشي من طرف ناومي مارتين، وزيرة الشؤون الاجتماعية والتعاون والتنمية والإسكان للحكومة الجهوية لمنطقة «أستورياس»، في لقاء تم يوم الاثنين الماضي بتندوف. وسيحضر محمد عبد العزيز أيضا أشغال اختتام أيام «التضامن مع الشعب الصحراوي» التي ستعقد بمدينة «أوفييدو»، عاصمة منطقة أستورياس، ما بين 29 و30 أكتوبر الجاري. ونقلت الوزيرة الإسبانية لرئيس الجبهة الانفصالية «دعم حكومة أستورياس لقضية الشعب الصحراوي»، وذكّرت «بحقه في تقرير مستقبله عبر تنظيم استفتاء تقرير المصير بشكل حر وديمقراطي»، وأكدت في لقائها به بتندوف على «ضرورة مواصلة التعاون والتضامن مع الشعب الصحراوي، خصوصا في هذه المرحلة». خطورة الزيارة المرتقبة لعبد العزيز إلى منطقة أستورياس، في نظر المتتبعين، تكمن في كون هذه الأخيرة استفادت من صفتها كمنطقة مستقلة في الوقت الذي حظي فيه ولي عهد العرش الإسباني بلقب «أمير أستورياس»، وهي المنطقة التي توجد فيها الإقامة الخاصة لولي العهد الإسباني. مما يفسر -حسب مصادر «المساء»- ارتباط الحكومة المستقلة لأستورياس، تنظيميا وتاريخيا وأيضا على المستوى البروتوكولي، بالعرش الإسباني، وكون زيارة من هذا النوع ستشكل «إزعاجا» للعلاقات المغربية الإسبانية، خصوصا بين العائلتين الملكيتين. وقالت مصادر «المساء» إن ولي العهد الإسباني فيليب بوربون حصل على صفة «أمير أستورياس» عبر مرسوم ملكي في 21 يناير 1977، أي سنة واحدة بعد وصول خوان كارلوس في 22 دجنبر 1975 إلى الملك. ورأت المصادر ذاتها أن الأمر يتعلق بصفة رسمية حظي بها ولي العهد الإسباني. إذن، تستنتج المصادر، فالأمر يتعلق بزيارة لتراب تاريخي ملكي مرتبط بولي عهد العرش الإسباني. يذكر أنه لم يصدر أي رد فعل من طرف المصالح الديبلوماسية في مدريد، والتزمت الخارجية المغربية الصمت أمام خطوة الزيارة المرتقبة، ولم تندد بالدعوة الرسمية الإسبانية لمحمد عبد العزيز المراكشي. ويشار أيضا إلى أن فيسانتي ألبرتو ألفاريس أرسيس، رئيس الحكومة المستقلة لمنطقة أستورياس، يعد أحد الوجوه الشيوعية السابقة المعروفة، وينشط في الوقت الراهن في الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني..