استقبلت الطفلة زينب اشطيط استقبال الأبطال بمدينة تطوان نهاية الأسبوع الأخير من طرف أعضاء جمعيات المجتمع المدني وأسرهم، وتم تنظيم حفل رحب فيه الجميع بها وهي التي تتهم قاضيا وزوجته بمدينة وجدة بتعذيبها وكيها وحرقها بالزيت المغلى. وسنحت الفرصة أمام زينب، صباح أمس الأحد، لحضور صبيحة للأطفال ضمت بين فقراتها عروضا في المسرح وأغاني خاصة بالطفولة، وهي الأجواء التي أثرت في زينب بشكل كبير. واغتنمت الأسر فرصة حضور زينب والتقطت معها صورا تذكارية وعبرت عن تضامنها المطلق معها في قضيتها ضد قاضي وجدة وزوجته. وبعد أن كان مبرمجا أن يحجز لزينب وأفراد أسرتها في أحد فنادق المدينة، أصرت الكاتبة العامة لجمعية المرأة المناضلة على استضافتهم في منزلها إكراما لزينب وتعبيرا عن تضامنها معها. ورافق أعضاء من جمعية الدفاع عن حقوق الإنسان والمرأة المناضلة زينب ووالديها وعمها في جولة سياحية بمدينة تطوان، وهو ما رسم ابتسامة الرضى على محيا زينب.. الابتسامة التي لم تفارقها خلال زيارتها لتطوان. وبخصوص المحاكمة، من المرتقب أن يصدر قاضي المحكمة الابتدائية بمدينة وجدة، اليوم الاثنين، حكمه في حق الزوجة المتهمة بتعذيب الطفلة القاصر. ويتوقع أن يتراوح الحكم ما بين 6 أشهر وسنة كاملة حبسا. وشرح محامي زينب لحبيب حجي ل»المساء» أن المحاكمة غابت عنها شروط المحاكمة العادلة منذ البداية عندما تم تكييف التهمة كجنحة، مثلما غابت عندما تم رفض ملتمس الدفاع بنقل المحاكمة إلى منطقة أخرى بالنظر إلى أن القاضي المتهم بتعذيب خادمته كان يمارس مهامه بالمنطقة نفسها. وأضاف حجي قوله: «أتمنى أن يكون الحكم بعدم الاختصاص حتى يتسنى لزينب الانتهاء من هذا الكابوس الذي لن تمحو معالمه السنون». وطالب حجي هيئة القضاء بالحكم بتعويض زينب عما تعرضت له من تعذيب بمبلغ قدره 600 مليون سنتيم، وعلق على ذلك بقوله: «الغرامة التي أُثقل كاهل جريدة «المساء» بها في قضية القضاة الأربعة، تستحقها زينب.. هذه الطفلة التي تعرضت للتعذيب على يد قاض وزوجته، ويجب أن تكون لدى المحكمة الشجاعة على الحكم بها». وشهدت جلسة الأربعاء الماضي تطورا ملفتا بعدما اعترفت الزوجة بتعذيب زينب ذات ال11 ربيعا وكيها وحرقها بالزيت المغلى. وحضرت الزوجة منقبة كعادتها خلال الجلسات الماضية هربا من عدسات المصورين، حاملة معها طفلها الوليد إلى جانب إخوانه الثلاثة. وفاجأت زوجة القاضي هيئة المحكمة بإعلانها أن سبب تعذيبها لزينب هو ضبطها لها في «وضعية جنسية غير لائقة مع بنتها ذات السنوات الخمس»، مضيفة أن زينب اعترفت لها بعد الضرب بأنها مارست مع بنتيها السحاق في أوقات سابقة. وندد المحامون بتغييب القاضي الزوج عن الملف على الرغم من تصريحات الضحية بأن القاضي متورط في تعذيبها رفقة زوجته التي كانت تحرضه على المبالغة في تعذيب الطفلة زينب.