سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
سميرة تعتبر مشاركة زوجها مع امرأة ثانية أهون من خيانته لها مع العديد من الطالبات وسليمة تدعو الله كل عام أن ينتهي الموسم الدراسي بخير زوجات بعض الأساتذة الجامعيين يكابدن في صمت آلام خيانة الأزواج مع الطالبات
لم تجد سليمة من تشكو إليه هم خيانة زوجها، وهي المرأة التي تحدت الجميع من أجل الزواج به، كان نصيبها من «سخط» والديها وافرا لأن الجميع رفض أن تقترن بطالب لم يتمم بعد دراسته، لجأت إلى إحدى الجمعيات النسائية من أجل أن تحظى بوقت تبوح فيه بكل ما يجول في خاطرها إلى مساعدة اجتماعية كرست نفسها للاستماع إلى النساء ضحايا العنف. زواج عن حب «لكل سنة حكاية، ولا يهدأ لي بال حتى ينتهي الموسم الدراسي ونسافر رفقة أطفالنا، كل شيء باد على محياه، فهو شخص لا يستحيي أن يتلذذ بالنظر إلى النساء في الشوارع خاصة البدينات منهن، أحاول قدر المستطاع أن أتحمل تصرفاته المشينة، لكن في بعض الأحيان أثور وتنقلب حياتنا إلى شجار دائم». تقول سليمة وهي تندب حظها التعيس الذي قادها إلى الزواج بأستاذ جامعي لا يكف عن ابتزاز طالباته جنسيا. تزوجت سليمة زوجها عن حب عندما كان طالبا، وأصر على الارتباط بها رغم رفض أسرتها له، كانت حينها لا تزال تلميذة. «كان يقول لي إنه لا يقوى على تحمل الحياة بدوني، بل كان يهدد أسرتي بإقدامه على الانتحار إذا لم يزوجوني إياه، فكانت الموافقة، ولم أجد سوى حبه دواء لكل الحرمان الذي عشته في بداية حياتنا». كانت الحياة عادية وبسيطة، فتدرج زوج سليمة بفضل مساعدتها في سلم النجاح إلى أن حصل على شهادة الدكتوراه، وعين أستاذا جامعيا بإحدى الجامعات. مسؤولية الإدارة لسليمة أربعة أطفال، الكبرى تبلغ من العمر 18 سنة، و«هم يدركون جميعا أن والدهم يبتز الطالبات، لأن الأخبار السيئة سرعان ما تصل»، تقول سليمة وهي تحاول أن تخفي معاناتها بابتسامة مصطنعة. «في إحدى السنوات بلغ إلى علمي أن طالبة قامت بصفعه لما حاول تقبيلها بالقوة، وفي سنة أخرى قيل لي إنه يكتري شقة مع بعض زملائه ويخصصونها لاستقبال الطالبات، فسعيت لمعرفة عنوانها وضبطه في حالة تلبس، لكن ترددت في الإقدام على هذه الخطوة خوفا من تأثير ذلك على المسار الدراسي لأطفالي خاصة أنهم في سن حرجة». هذا حال سليمة، دائما، تصلها أصداء السلوكات المشينة لزوجها داخل الحرم الجامعي، ولا تقوى لا على مواجهة زوجها بما تسمعه ولا على شكايته، لكنها تحمل المسؤولية إلى الإدارة التي تسمح باستمرار هذه التصرفات دون أي تدخل، تقول سليمة بانفعال «الجميع يتحدث في الجامعة عن سلوك زوجي، ومعنى هذا أن الإدارة على علم بجميع تصرفاته الصبيانية، لكنه مازال مستمرا في سلوكاته الرعناء دون أن يجد من يقول له إن ما تفعله منكر ولا يليق بشخص عهدت إليه بتربية الأجيال الصاعدة». قشور خادعة سميرة طالبة بالسلك الثالث، متزوجة بأحمد، أستاذ جامعي، سمعته طيبة بين الجميع، يساعد الطلبة والطالبات على إنجاز البحوث في أحسن الظروف، غير أن هذا الرجل لا يتردد في اصطحاب الطالبات اللواتي يشرف على بحوثهن إلى منزله، خاصة أن زوجته غير مقيمة معه لمتابعتها الدراسة في مدينة أخرى. تفكر سميرة في الانفصال عن أحمد خاصة أنهما بدون أطفال، لأنها غير مستعدة لتحمل خيانة زوجها، حسب قولها، فهي تقول إن الزواج من امرأة ثانية أهون من استمراره في الخيانة مع العديد من الطالبات، تحكي سميرة عما يختلج في صدرها من آلام «إن لزوجي مميزات تعتبرها العديد من النساء من صفات الرجل المخلص، فهو قليل الكلام، يتميز بالحياء، غير أن ما يصلني من أخبار حوله يجعلني حائرة، هل بالفعل ما يقال عن زوجي صحيح أم لا؟ عملا بمبدأ التأكد والتثبت من كل ما يصلها من أنباء عن قيام زوجها بابتزاز طالباته اللواتي يشرف على بحوثهن، قامت سميرة بزيارة إلى المدينة التي يدرس بها زوجها، وذهبت إلى منزله، خاصة أنه كان يرفض دائما اصطحابها إلى المدينة التي يدرس بها ويبرر ذلك بأنه يأتي أسبوعيا إليها فلا داعي لتتعب نفسها بالسفر، اختارت سميرة توقيت تدريسه بالجامعة حتى تتاح لها فرصة تقصي الأخبار من الجيران، فكانت صدمتها قوية عندما ردت عليها إحدى الجارات عند سؤالها لها عما إذا كان الأستاذ الفلاني موجودا، فقالت لها الجارة عن حسن نية «إنه خرج مع زوجته»، لم تكن الزوجة التي تحدثت عنها الجارة سوى طالبة باحثة تسكن معه بالمنزل لأنها تنحدر من ضواحي المدينة التي يدرس بها. حالة تلبس انتظرت سميرة قدوم زوجها إلى المنزل في المساء وهي متخفية، فعاد وحيدا، وبعد وقت قصير شاهدت بأم عينيها فتاة تفتح باب المنزل لتدخل بدورها، طرقت الباب ففتحت الفتاة، فادعت سميرة أنها شقيقة الأستاذ قدمت لزيارته، فدعتها للدخول. لم تتمالك سميرة نفسها وهي تنهال على زوجها بالضرب وتكيل له كل الشتائم، أما الطالبة فلم تجد وسيلة للدفاع عن نفسها سوى الفرار، تقول سميرة «الشعور بالخيانة الزوجية لا يمكن تصوره، خاصة أنني ألبي كل رغبات زوجي، بل طلبت منه ترك دراستي والاستقرار إلى جانبه حتى لا يبقى وحيدا، ولكن كان دائما يرفض بدعوى ضرورة إتمام دراستي، مبرر تبين أنه غير صحيح، لقد كان يريد إبعادي عن العيش إلى جانبه حتى يخلو له الجو لإقامة علاقات مع الطالبات «السايبات» على حد تعبيرها. إصرار سميرة على الطلاق يأتي من إيمانها العميق أن بلوى زوجها ليس لها حل، فمهنته ستجعله دائما في لقاء مع طالبات أخريات، وأن ابتزازه الجنسي لهن لن يتوقف ما دامت لم تقدم أي شكوى في حقه. وترى أن مسؤولية ما يقع داخل الجامعة من ابتزاز للطالبات، يتحملها الجميع، سواء الإدارة التي تتغاضى، في رأيها، عن تصرفات الأستاذ، أو الطالبة التي ترضخ وتقبل بمس كرامتها وشرفها ولا تلقي بالا، أو الأستاذ الذي يستغل سلطته للعبث بالدور الموكول إليه، والمجتمع الذي يقبل التعايش مع هذه الظواهر المقيتة.