للأمير مولاي هشام علاقة صداقة قوية مع بعض الصحافيين المغاربة، لا يألو جهدا في مساعدتهم وتقديم يد العون إليهم، ويفتخر بصداقة بعضهم. ينشر مقالاته المختلفة والمتخصصة في مجالات اهتماماته على صفحات الجرائد الوطنية خاصة منها الأسبوعيات. يتابع الصحافة المغربية ويواظب على قراءة المستقلة منها، ولا يخفي علاقاته المتينة مع بعضهم، إذ يقول في أحد حواراته «تجمعني علاقة بكثير من الزملاء بصفتهم مناضلين احتككت معهم في فترة معينة من حياتي عندما كنت في المغرب». لا يتردد الأمير مولاي هشام في التدخل لحل مشاكل بعضهم إن دعت الضرورة لذلك، والجميع يتذكر تدخله لإقناع الصحافي علي المرابط، المدير السابق لجريدتي «دومان» و«دومان ماغازين» اللتين كان يصدرهما بالمغرب، لإنهاء الاستمرار في الإضراب عن الطعام الذي خاضه وهو في السجن. لكن علي المرابط رفض مساعدة الأمير، كما رفض أن يدخل الأمير مولاي هشام كطرف معنوي في قضيته، معتبرا ذلك نوعا من الاستقلالية المطلوبة في معركته إلى حين إطلاق سراحه. ومن الوقائع التي تبين اهتمام الأمير بشؤون الإعلام أنه عندما حكمت المحكمة الابتدائية بالرباط على مجلة «لوجورنال»بأداء غرامة مالية قيمتها 300 مليون سنتيم لصالح المركز الأوربي للدراسات الاستراتيجية الذي يوجد مقره ببروكسل بعد نشر الأسبوعية لمقال تشكك فيه في مصداقية تقرير نشره المركز حول موضوع الصحراء المغربية، وجه الأمير رسالة إلى المحامي عبد الرحيم الجامعي، كما أكد ذلك الصحافي خالد الجامعي، والد مدير نشر أسبوعية «لوجورنال» في أحد حواراته، حيث قال حول ما أقدم عليه الأمير، إن «مبادرته هي تعبير صادق عن موقف رجل لرجل»، ليوضح أن بوبكر الجامعي ساند الأمير في «المحنة» التي عاشها منذ بضع سنوات. وإذا كان الأمير منفتحا على الصحافة المغربية عبر نشر مقالاته على صفحاتها، أو القبول بإجراء مقابلات صحافية تهم مواضيع مختلفة، فإنه لا يتردد أيضا في مهاجمة من يعتبرهم يسيئون إليه، وكمثال على ذلك رده على الصحافي علي عمار مؤلف كتاب «محمد السادس، سوء الفهم الكبير»، الذي صدر بالفرنسية عن دار النشر (كالمان ليفي) ووزع في فرنسا وسويسرا وكندا، وتناول الصحافي من خلاله عشر سنوات من حكم الملك محمد السادس وتطرق من خلاله إلى علاقة الملك بابن عمه مولاي هشام. ما يعاب على الأمير، في نظر البعض، أنه يدعو إلى الحداثة والديمقراطية والإصلاح السياسي في البلاد، لكنه في المقابل لم يكشف، منذ أن قرر الخروج إلى العلن للمساهمة في هذا الإصلاح من موقع الانتماء إلى الوطن، عن «حقيقة» الثروة التي تضعه اليوم في خانة الأثرياء بالعالم، فيما تقول بعض المصادر «إن الأمير مولاي هشام مطالب أولا بامتلاك جرأة الاستعداد للتنازل عن هذه الثروة التي ورثها عن والده الأمير مولاي عبد الله في سياق سياسي يعرف اليوم ب«سنوات الرصاص» انسجاما مع خطابه الداعي إلى الإصلاح». المثير في علاقة مولاي هشام بالصحافة أنه تمكن من نسج علاقات صداقة مع العديد من الصحافيين. وهي العلاقة التي يكتنفها الكثير من الغموض خاصة عندما تصل إلى الأمور إلى الحديث عن تمويل صحف وظهور منابر صحفية وتوزيع شيكات على البعض منهم في ظروف غامضة تختلط فيها السياسة بالصحافة.