قال عبد الرزاق البدوي إن «للمسرح دوراً كبيراً في ترسيخ مفاهيم الوطن والانتماء والإحساس النبيل. كما أن المسرح يحفّز الشخص على السعي إلى بناء صرح الأمة». وكان البدوي يتحدث في إحدى حلقات برنامج «أوراق مسرحية» الذي ينشطه منير أبرو على أثير إذاعة «إم إف إم». وأضاف البدوي، خلال البرنامج المتميّز الذي يناقش هموم وانشغالات رجال ونساء الركح المغربي «أن على من أراد المساهمةَ فعلاً في خدمة المسرح أن يتحمل كلَّ تبعات ومتطلَّبات عمله المسرحي وأن يُقنع الجمهور بجدواه».. كما تحدث عن «عدد كبير من رؤساء الجماعات الذين لا يبالون بالإبداعات المسرحية ويوصدون الأبواب في وجوه رجال المسرح، حتى لو تحمّل هؤلاء عبء السفر إلى نقط بعيدة ونائية من أجل الترويج لهذه الأعمال المسرحية»، إذ إن غالبية ممثلي السلطة هؤلاء «ما سوقْهومْشْ فْشي مْسرْح»، على حد تعبير البدوي. فقرة «حتى لا ننسى» من نفس الحلقة التي أذيعت بتاريخ ال10 من الشهر الجاري، خصّصها البرنامج للمبدع محمد سعيد عفيفي الذي رحل عنا في بداية الشهر.. رحل عنا إذن مبدع أصيل، كما يعرفه على الخصوص مَن جايلوه وتابعوا مساره الحافلَ الذي بدأ في مطلع ستينيات القرن الماضي.. الطيب لعلج قال في حق الممثل الراحل: «عفيفي كان بإمكانه أن يحولَك وأنت الذي تجسّد أحدَ الأدوار إلى جانبه في نفس العمل المسرحي من «ممثل» إلى مجرد «متفرج» تتابع إبداعَ هذا الفنان المتميّز، وهو يتقمّص أحد الأدوار المسرحية».. «الفقيد عفيفي كان يمتلك ملكة تشخيصية هائلة، يقول مقدّم برنامج «أوراق مسرحية»، مكّنته من لبوس شخوص مختلفة من كل الفئات الاجتماعية ومن مختلف الحقب التاريخية». الطيب الصديقي ترحّم في بداية تدخله خلال البرنامج الأثيريّ على روح عفيفي واعتبر رحيله «خسارة كبيرة»، وأضاف أن عفيفي «كان موهوبا بشكل كبير وأنه -في الجانب الإنساني- كان شخصا سخيّاً، بشوشاً وضحوكاً، غلبت طيبوبتُه وكرمُه على بقية مزاياه الأخرى». فقرة «حتى لا ننسى» من البرنامج المسرحي عرضت وثائقَ صوتيةً للفنان المسرحيّ الراحل تؤرّخ لبعض أدواره التي أدّاها. وعن الممثلين الذين تتلمذوا على يدي محمد عفيفي -وهم كُثر- تحدث عبد الرحيم المنياري، باسمهم، وصرح قائلاً: «إن الكلمات لتهرب من اللسان حين الرغبة في الحديث عن هذا الفنان الذي علمنا أبجديات العمل المسرحي»...