أتى الحريق الذي شب بكاريان القبلة، الجمعة الماضي، بالحي المحمدي بالدار البيضاء، حوالي الثالثة والنصف زوالا، على 57 براكة بأربعة أزقة، حسب مصدر أمني، وأصيب 63 شخصا في الحريق، 61 منهم بحالة اختناق، وحالتان بحروق، نقلوا إلى مستشفى محمد الخامس بالحي المحمدي. وأكد السكان أن الزنقة 7 و9 و13 و15 كانت الأكثر تضررا، وأن ما يقارب 80 براكة أحرقت بالكامل بالإضافة إلى بعض المساكن التي لحقتها بعض الأضرار. وكان من بين الضحايا خمسة من عناصر الوقاية المدنية، اثنان منهم أصيبا بكسور، أحدهما في الرجل والآخر في الكتف، حسب مصدر طبي من مستشفى محمد الخامس، في حين أصيب عنصران آخران باختناق، وعنصر ثالث أصيب بصعقة كهربائية. وأضاف المصدر الطبي أن الكسور التي تعرض لها عنصرا الوقاية المدنية كان بسبب سقوط حجارة كانت فوق السقف الصفيحي. وأكد المصدر الطبي أن كل الحالات غادرت المستشفى في اليوم نفسه بعد تلقي الإسعافات الأولية، والتي كانت في أغلبها عبارة عن حقن وحصص من الأوكسجين. وتدخل السكان بوسائل بسيطة لإخماد الحريق قبل أن تتنقل عناصر الوقاية المدنية بعد ساعتين من اندلاع الحريق، وبعد أن التهمت النيران ما يزيد عن 20 براكة، حسب السكان، الذين استاؤوا من الوضع. وتدخلت عناصر الوقاية المدنية بعشر شاحنات إطفاء، وست سيارات إسعاف غير أنها لم تكن كافية للسيطرة على الحريق في ظرف وجيز، بسبب وجود ثقوب بأنابيب المياه، يضيف السكان، بالإضافة إلى قلة المياه، وهو ما جعل السكان يستعينون بمياه الاستعمال. وأكد أحد السكان أن عمليات الإطفاء شابتها مجموعة من الخروقات والمحسوبية، وأن شباب الحي هم بأنفسهم الذين قاموا بعملية الإطفاء، وأن عددا منهم أصيب بحروق وكسور، وهو ما نفاه مصدر من الوقاية المدنية، مؤكدا أن المشكل يكمن بالأساس في البلاغات الكاذبة التي ترد على المصلحة، وأن المتصلين يرفضون الإدلاء بأرقامهم الهاتفية الخاصة. وأكد مصدر أمني أن أسباب الحريق لاتزال مجهولة بسبب قوة الحريق التي طمست كل القرائن والأدلة، في الوقت الذي يتحدث السكان عن أن السبب له ارتباط بمواد قابلة للاشتعال بالحي الصفيحي. وأكد مصطفى رشدي، أحد المتضررين، أن السكان يعيشون أوضاعا مزرية بعد أن التهمت النيران بيوتهم الصفيحية، والتهمت معها كل مدخراتهم الخاصة، وأن الوضع يزداد سوءا بسبب تزامن الحريق مع عيد الفطر.