- ظهرت في الآونة الأخيرة دعوات من طرف البعض للإفطار عمدا في نهار رمضان.. كيف تعلق على ذلك؟ > السؤال الذي يخامرني وأنا أستمع إلى مثل هذه الدعوات هو: من الذي أعطاهم هذا الحق لكي يتجرؤوا على التقدم بهذا المطلب؟. نحن نعلم أن الله سبحانه وتعالى هو الذي فرض الصيام كما فرضه على الأمم من قبلنا مصداقا لقوله عز وجل « يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ». إذا كان الله قد أمر بهذا فالذين يدعون إلى ما يخالفه يرتكبون خطأ كبيرا. والحمد لله أن المجتمع المغربي مجتمع متشبث بدين الإسلام العظيم ولا أظن أن أحدا سيلتفت إلى مثل هذه الدعوات الباطلة.. - في نظرك ما الهدف من وراء إطلاق مثل هذه المبادرات؟ > هذه حملة تستهدف الإسلام وتعاليمه السمحة كما تستهدف إسقاط هيبة الدين من قلوب المسلمين، وهذا جرم خطير. شهر رمضان هو شهر الله وفيه يضاعف الأجر والثواب، وهو الشهر الذي أنزل فيه القرآن ويضم ليلة هي خير من ألف شهر.. وفيما يرويه الرسول صلى الله عليه وسلم عن ربه في الحديث القدسي أن «الله عز وجل قال: كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به». والنبي صلى الله عليه وسلم يقول «والذي نفس محمدٍ بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله يوم القيامة من ريح المسك، وللصائم فرحتان يفرحهما، إذا أفطر فرح بفطره، وإذا لقي ربه فرح بصومه ) رواه البخاري ومسلم. فكيف بشهر يضم بين ثناياه كل هذا الخير يأتي من يدعو إلى حرمان الناس منه ومن أفضاله. هذه دعوات مضللة. وكما قلت الحمد لله أن المغاربة لا يلتفتون إليها، ولعل الإقبال الكبير على المساجد في رمضان خير دليل على ذلك. - أيضا طفت على السطح ظاهرة تغيير أسماء الأمور التي حرمها الشرع من مثل الخمور التي باتت تسمى مشروبات روحية لتكسير الحاجز النفسي معها.. > هذا أمر حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم كثيرا، والخمر التي يطلق عليها البعض مشروبات روحية لعن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فيها عشرة أشخاص، كما جاء في الحديث: «لعنَ اللهُ الخمرَ وشاربها، وساقيها وبائعَها، ومُبتاعها وعاصرها، وآكلَ ثَمَنِها، ومُعتصرها وحاملَها والمَحمولَة إليه». القضية ليست لعبا ولهوا بالدين، والأمور واضحة فالحلال بيّن والحرام بيّن واللعب بالكلمات لن يفيد في شيء. - حسب الإحصائيات الرسمية تضطلع الخمر والمخدرات بدور مهم في الرفع من نسبة حوادث السير.. > هذا مؤكد لأن السياقة تحتاج إلى تركيز وضبط لقواعد السير، وأنّى للسكير أن يتحقق مما يفعل. ولا أخفي على القراء الكرام بأن قلبي يهتز لسماع وقوع حوادث السير بسبب الخمر، إذ لا أستطيع أن أتصور كيف يمكن للإنسان، هذا المخلوق الضعيف، أن يلقى ربه القوي العزيز ورائحة الخمر تنبعث منه! كيف للإنسان أن يقبل على نفسه أن يموت سكران ويدفن سكران ويسأل في القبر وهو سكران ويبعث وهو سكران ويحاسب وهو سكران! إنه لأمر جلل والناس لا يلقون له بالا.. فضلا عن المآسي التي يتسبب فيها المخمورون للعائلات التي تفقد فلذات أكبادها بسببهم. - ما هي رسالتك للمتعاطين للخمور والمدمنين عليها؟ > رسالتي هي التوبة من هذا الفعل القبيح ولا حل غير ذلك.. قد يزعم بعضهم أنه يستحيل الإقلاع عن هذه الآفة، وأعرف أشخاصا بعينهم كانوا لا يفترون عن شرب الخمر، لكن من الله عليهم واستطاعوا الابتعاد عنها، وهو الأمر الذي فاجأهم هم أنفسهم بحيث لم يكونوا يتوقعون ذلك أبدا. ومن هؤلاء شخص أعرفه حق المعرفة كان قاطع طريق ومدمنا على خمر من الدرجة الأولى ودخل السجن عدة مرات بسبب ذلك، وهو الآن بعد توبته رجل صالح لا يترك المسجد ولا يدع أحدا يؤذن للصلاة مكانه.