تسود حالة من القلق في صفوف عدد من مستشاري الحركة الشعبية الذين فوجئوا، يوم الأربعاء الماضي، بعدم مجيء عمدة الرباط السابق عمر البحراوي، الذي كان مرشحا للتنافس على رئاسة جهة الرباط، إلى مقر الولاية للإدلاء بصوته في إطار اقتراع انتخابات مجالس الجهات، وهو ما خلف ارتباكا في صفوف الحركيين على مستوى العاصمة، الذين أكد أحدهم ل«المساء» أن حزب الأصالة والمعاصرة علم ب«تصرف» البحراوي حتى قبل الإقدام عليه، وهو ما جعل الحزب الأخير يصبح في «حِل» من الاتفاق المسبق الذي كان يقضي بدعم البحراوي لرئاسة مجلس الجهة. وفي الوقت الذي لم يتسن ل«المساء» معرفة وجهة نظر البحراوي الذي كان هاتفه خارج التغطية، أشار مقرب منه، والذي أكد عدم التحاق البحراوي إلى غاية صباح أمس الأحد بأرض الوطن، إلى أن العمدة السابق «أُشعر أثناء تواجده بكندا بأن حزب فؤاد عالي الهمة لن يدعمه في انتخابات مجلس الجهة، لكون الحزب سيُقدم مرشحا خاصا به وهو محمد بنحمو، مما جعله يتراجع عن الاقتراع وعدم إخبار زملائه بالحزب بذلك حتى لا يكون قراره سببا في التصويت لغير فائدة الحركة». ووصف متتبعون للشأن الإقليمي للعاصمة تصرف عمر البحراوي، بأنه «خروج من الخلف»، و«تخلي غير مشرف» للتسابق على رئاسة جهة العاصمة، خاصة بعد تأكده من رغبة عدة «حركيين غاضبين» عدم التصويت لصالحه. وبعد خروج الحركي عمر البحراوي من التنافس على رئاسة جهة الرباطسلا زمور زعير، سيقتصر التنافس على كل من الاستقلالي ورئيس الجهة الحالي الذي يترأسها منذ ولايتين، عبد الكبير برقية، ومرشح الأصالة والمعاصرة محمد بنحمو الذي قد يخدمه بشكل كبير انسحاب البحراوي، حسب ما ذهبت إليه مصادر حركية، التي أكدت أن العديد من مستشاري السنبلة، وأمام «المفاجأة غير السارة» لهم سيصوتون لفائدة مرشح«البام» على الأقل لضمان استمرار التحالف مع الحزب على مستوى مجلس العاصمة ومجلس عمالتها، وهو التحالف الذي أوصل الحركي عبد القادر تاتو إلى رئاسة مجلس عمالة الرباط. واستنادا إلى النتائج المتقدمة التي حققها حزب الأصالة والمعاصرة في الاستحقاقات السابقة بدءا من انتخابات 12 يونيو، حيث احتل المرتبة الأولى ومرورا بانتخابات الغرف المهنية، التي احتل فيها نفس الرتبة وانتخابات مجالس العمالات والأقاليم التي حقق فيها نتائج متقدمة كذلك، فإن حزب «الوافد الجديد» يتوفر على «حظوظ كبرى» للظفر برئاسة مجلس الجهة، يقول متتبعون، أكدوا في ذات السياق على أن انسحاب البحراوي يعطي أصواتا إضافية ل«البام»خاصة تلك التي تعود لمستشارين «غاضبين» من البحراوي شخصيا وليس من الحركة الشعبية. إلى ذلك اعتبرت مصادر من تحالف الأغلبية، على مستوى مجلس بلدية العاصمة، أن التحالف قادر على قيادة تحالف أكبر يشمل الجهة بأكملها، وهو التحالف الذي سيراهن أيضا، بالإضافة إلى نتائجه المحصل عليها على مستوى ممثلي الجماعات والمأجورين، على أصوات النواب البرلمانيين بالغرفتين المنتمين لكل أحزاب التحالف بالجهة وعلى «الشعبية الكبيرة» التي يحظى بها برقية بمنطقة نفوذه الخميسات، مؤكدة على أنه «يصعب جدا» التكهن بمن سيفوز برئاسة الجهة، ومحذرة في ذات السياق من حدوث «مفاجآت» غير متوقعة، من قِبل بعض الناخبين. جدير بالذكر أن اللائحة التي يقودها تحالف أغلبية مجلس عمادة الرباط، والتي تضم بالخصوص حزب الاتحاد الاشتراكي والاستقلال والعدالة والتنمية والتقدم والاشتراكية بالإضافة إلى مجموعة أخرى من المستشارين، حصلت على ثلاثة مقاعد، في اقتراع يوم الأربعاء الخاص بانتخابات الجهة، وحصلت لائحة الأصالة والمعاصرة التي ترأسها محمد بنحمو على مقعدين، بينما حصلت كل من لائحتي الحركة الشعبية ولائحة مستقلة على مقعد واحد، ليتم استكمال السبعة مقاعد المخصصة لمدينة الرباط من أصل 85 مقعدا للجهة بأكملها.