هو من جيل الحياني ونعيمة سميح وسميرة بسنعيد ومحمود الإدريسي، وشهد أوج تألق الأغنية المغربية، إنه الفنان المغربي عبد المنعم الجامعي الذي شدا ذات يوم سبعيني جميل: «جا في الميعاد أنيق جميل بحال ديما جا وهدا لي فرحة جديدة وريحني من قسوة البعاد جاو وفتحنا كتاب الهوا وزدنا فيه سطور جداد كتمايل هايل هايل جميل جميل وشعرو ألف ليل وأنت حلال فيه المواويل» وعلى الرغم من أن المسار الفني لعبد المنعم الجامعي يتجاوز أربعة عقود، قضاها بين الزجل والقصيد واشتغل خلالها في العديد من أغانيه رفقة الأسماء الشهيرة على مستوى اللحن والكلمات، فإن أغنية «جا في الميعاد» كان لها أثر مهم في الحياة الفنية للفنان عبد المنعم الجامعي وانعكست إيجابا على مساره. عن أغنية «جا في الميعاد»، يقول الجامعي، في تصريح ل«المساء»: «هي أغنية كتب كلماتها علي الحداني، يصور فيها حالة رجل معجب بسيدة جميلة يحاول أن يستميلها بالكلمة والمظهر. الأغنية تصوير جميل لعلاقة الرجل بالمرأة، ظهرت ما بين سنتي 1974 و1975، وحملت توقيع الملحن الرقيق الراحل عبد الرفيق الشنقيطي. وما يميز هذه القطعة الفنية أنها خفيفة الإيقاع ويمكن أن تغنى في أجواء الفرح والنشوة والاحتفال بالمناسبات، ولهذا كان المغاربة يرددونها بشكل كبير. ومن الأشياء التي أتذكرها عن أغنية «جا في الميعاد» أنها كانت تغنى في المجالس الخاصة، ولطالما ترددت في القصر الملكي ودارَ الحديثُ عنها مرارا في ذلك الفضاء الخاص، كما أنني حفظت هذه الأغنية ورددتها في الصخيرات وغنيتها أمام الملك الحسن الثاني، هذا بالإضافة إلى أنني كنت كلما حللت بمنطقة مغربية إلا وطالبني الجمهور أو المحبون بترديدها، وهذا يعبر عن مدى الشهرة التي وصلت إليها هذه الأغنية. من جهة أخرى، تشكل هذه الأغنية، التي سجلها الجوق الملكي بكامل أعضائه برئاسة الفنان عبد القادر الراشدي، تجربة مهمة لأنني اشتغلت فيها رفقة الملحن الراحل عبد الرفيق الشنقيطي الذي لحن العديد من الأغاني العاطفية والوطنية الشهيرة». ويواصل الجامعي رحلة التذكر قائلا: «هذه الأغنية مهمة في مساري، لكن هذا لا يلغي الإشارة إلى بعض الأغاني التي اشتهرت بها، ومن بينها: «فهموني يا ناس» و«بدا السعد» و«شاف فيا بعيون كبار» و«ماشي دق الزين»، هذه الأخيرة التي كتب كلماتها علي الحداني وسجلها حسن القدميري، ثم «ناديت عليك» التي من كلمات حسن المفتي ولحن عبد الرحيم السقاط، و«قالوا انساه» وهي من كلمات محمد رؤوف ولحن العبد زويتن، و«سلمت أمري للزين»، و«أبدا لن أرتجيك» التي كتبها المرحوم محمد العراقي ولحنها المرحوم حميد بنبراهيم، و«يا الزاير أرض الصحراء»... وحول بدايته الفنية، يقول عبد المنعم الجامعي: «بصرف النظر عن الاهتمام والتعلق الطفولي بالموسيقي، فقد انتميت إلى المجال الفني بشكل فعلي سنة 1968 من خلال أدائي لأول أغنية في مساري وكانت بعنوان «نهاية» التي كتبها المرحوم محمد العراقي ولحنها الراحل حميد بنبراهيم، قبل أن تحل تجربة «الفلاح» التي كتب كلماتها ادريس العبدي ولحنها حميد بنبراهيم، وهناك إشارة لا بد من التأكيد عليها، هي أنني كنت مصرا على دخول المجال وفرض ذاتي بين الأسماء الكبيرة. أنا ظهرت في لحظة تألق الأغنية المغربية وبروز العديد من الأسماء الكبيرة، ومع ذلك بذلت كل جهدي لأفرض ذاتي. هذا التعلق بالموسيقى حاولت أن أجعله تمرسا ومعرفة من خلال التحاقي بمعهد الموسيقى لتعلم الإيقاع، واكتسبت هذه المعرفة على أيدي أساتذة كبار، من بينهم الأمراني وعبد الوهاب، وقضيت في المعهد خمس سنوات كاملة جمعت فيها العديد من المعارف وتعلمت فيها آلة العود، وهذا أفادني كثيرا في مساري الفني الذي مازلت أواصله إلى حد الساعة».