اعتبرت مصادر من داخل حزب التجمع الوطني للأحرار أن هذا الأخير يعيش على إيقاع «غليان» في صفوف عدد من الأصوات الرافضة لطريقة التسيير التي ما فتئ مصطفى المنصوري يتبناها لاتخاذ مزيد من القرارات دون الرجوع إلى القواعد والاستشارة معها، سواء بخصوص منح التزكيات لأعضاء «رحل» «أوهموا» المنصوري أنهم سيفوزون بعمودية العاصمة، أو بقبول أسماء للاستوزار باسم الحزب، رغم أنهم ليسوا مناضلين داخل التجمع، مهددة ب«التصعيد» بعد انتهاء الاستحقاقات الوطنية. واتهمت مصادر «المساء» رئيس الحزب ب«تجاهل» الأصوات الداعية إلى «الجلوس إلى الطاولة من أجل تدارس مختلف القضايا الداخلية للحزب»، وكذلك بعدم الأخذ بعين الاعتبار «ردود الفعل الغاضبة» لعدد من الأعضاء الذين منهم من هو عضو في اللجنة المركزية ومنهم أعضاء من المكتب السياسي كمنسق الحزب بمدينة فاس الحسيني العراقي الذي جمد عضويته بالحزب منذ مدة، كما لم تثر انشقاقات العديد من الأعضاء، وآخرهم 26 مستشارا من مدينة تطوان، «اهتمام» المنصوري الذي يمتنع عن الحضور إلى مقر الحزب بالرباط، تقول المصادر. وفي رده على ما ذهبت إليه المصادر، اعتبر رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار مصطفى المنصوري أن القول بمنح التزكيات لأشخاص وعدوا بالفوز بعمودية الرباط دون أن يحققوا ذلك، يعتبر «كلاما فارغا»، مؤكدا على «أن الرباط التي لا يتوفر فيها الحزب على منسق ويقوم بمهمة ذلك مؤقتا محمد أوجار، تعرف فراغا قاتلا من طرف الحزب»، ومشيرا في نفس السياق، إلى أن القول بالفوز برئاسة هذه المدينة أو تلك «ليس مضمونا مائة في المائة» ما دام الأمر يتعلق بانتخابات. وأشارت المصادر إلى أن الظرفية الحالية غير مواتية بسبب «مسلسل الانتخابات»، من أجل «الاحتجاج»، مؤكدة على أن نهاية هذه الاستحقاقات ستعرف «تصعيدا من طرف الغاضبين سيكون عقد مؤتمر استثنائي أبرز مطالبهم من أجل مدارسة واقع الحزب». وبعد أن أشار إلى أن هناك أجهزة بالحزب يمكن لمن يريد الاحتجاج التوجه إليها ودعوتها إلى الاجتماع عبر رسالة مكتوبة، أكد المنصوري على «أن مسألة الاستوزار الأخيرة لمنصف بلخياط باسم التجمع الوطني للأحرار هي تشريف للحزب ما دام جلالة الملك، الذي بإمكانه توزير من شاء بدون هوية حزبية، وضع ثقته في حزبنا»، مشيرا أيضا، إلى أن ذلك لا يمنع من القول بأحقية المناضلين الذين يرون أنهم أيضا يستحقون الترشح لمناصب عليا، في الاستوزار، لكن ذلك لا يمنع بالمقابل من القول بكفاءة الرجل الذي عوض نوال المتوكل التي لم تكن مناضلة بالحزب كذلك، يقول المنصوري، الذي أضاف «أن ذلك واقع سياسي في بلادنا ينبغي تفاديه مستقبلا». وحسب المنصوري فإن مثل هذه الأصوات، إن وجدت في داخل الحزب، تكون نابعة من حسابات شخصية فقط، مضيفا، «أن غضب البعض وإن كان مرده إلى بعض الأخطاء، فإن ذلك لا يجب أن يحجب حقيقة ملموسة وهي تفوق الحزب على عدد من الأحزاب في عدد من المدن، في الانتخابات الجماعية الأخيرة، محققا 4200 مقعد بعدما حصل على 2300 فقط في سنة 2003»، ليخلص إلى القول في رده على الداعين إلى عقد مؤتمر استثنائي ب«أنه ليس كل الأحزاب تذهب إلى عقد مؤتمر استثنائي إذا خسرت رئاسة مدينة ما».