انكشفت خيوط جديدة في قضية تعذيب وحرق طفلة قاصر بمدينة وجدة بعدما اتهمت مشغليها بتعمد تعذيبها لمدة أسبوعين داخل الفيلا التي يقطنان بها بحي الوحدة. واتهمت الطفلة (11 سنة) الزوجين، أحدهما يشتغل بسلك القضاء، بحرقها وكيها بقضبان محماة على النار وقص شعرها، موضحة أنها اغتنمت فرصة غيابهما عن الفيلا التي كان يسجنانها بها للهروب، حيث نقلها سكان أحد الأحياء الفقيرة المجاورة لفيلا مشغليها إلى مقر المفوضية الرئيسية للشرطة التي سارعت إلى نقل الضحية إلى مستشفى الفارابي لتلقي العلاجات الضرورية المستعجلة. وأكد أب الضحية، محمد اشطيط، في اتصال مع «المساء»، أنه سيتابع مشغل ابنته بتهمة تعذيبها وإلحاق الضرر البالغ بها، مبرزا أنه سجل أقواله بمحضر داخل مفوضية الشرطة التي باشرت تحقيقا في الموضوع. ونفى الأب نيته التنازل عن القضية في وقت راجت فيه إشاعات بالمدينة الحدودية تقول إن مشغلي الضحية يعتزمان فتح قنوات خلفية للحوار مع الأب بغية دفعه إلى التنازل عن القضية. وقال اشطيط: «لن أتنازل عن حق ابنتي التي عانت الويلات على يد مشغليها، وسأتابعهما أمام القضاء وسألجأ إلى جميع السبل القضائية لمعاقبتهما بعد كل ما فعلوه بابنتي». من جهته، رفض الدكتور باسطون، المندوب الجهوي للصحة بمدينة وجدة، في اتصال أجرته معه «المساء»، التعليق على القضية، وقال إنه كان في عطلة ولا علم له بتفاصيلها، قبل أن يضيف أن حالات الاعتداء صارت أمرا شبه عادي بالنسبة إلى المراكز الصحية بالمدينة. وعلمت «المساء» بأن الجمعيات الحقوقية وجمعيات حماية الطفولة بوجدة تبنت ملف الضحية القاصر، وتستعد لدعمها أمام القضاء بكل السبل القانونية. وكانت فضيحة تعذيب الطفلة القاصر الخادمة قد تفجرت مساء الخميس الأخير عندما حُملت، في حالة مزرية، إلى مستشفى الفارابي الذي سارعت إدارته إلى وضعها في غرفة مغلقة من غرفه تحت حراسة مشددة لمنع وصول الزوار إليها بعدما أثارت حالتها غضب المواطنين الذين كانوا يوجدون لحظتها داخل الفارابي. وتعاني الفتاة من آثار للكي والحروق والضرب على مستوى جسمها كله، وبخاصة وجهها وفخذيها وجهازها التناسلي، كما أن الذين قاموا بهذه الجريمة أقدموا على قص شعرها بالكامل.