أجهز حارس ليلي بحي ال40 بمنطقة المرينيين بفاس، يوم الاثنين الماضي، على شاب يوصف من قبل ساكنة هذا الحي الشعبي ب«شيخ» اللصوص بالمنطقة. وعمد هذا الحارس الليلي، والذي يبلغ حوالي ال40 سنة، إلى استدراج خصمه إلى منزله، قبل أن يوجه إليه ضربات بعصا لعبة «البيزبول» على مستوى الرأس، وبسقوط الضحية أرضا، عمد الحارس الليلي إلى إنهاء «مهمته» بسيف وجه به عدة ضربات إلى مختلف أنحاء جسم الشاب الذي لا يتجاوز ال30 سنة، وبسبب هذه الضربات فصلت إحدى رجليه عن جسده. وقال الحارس الليلي عبد الحق لرجال الأمن إنه عمد إلى إنهاء حياة عدنان الملقب ب«كريطيط» لأن عائلته التي تربطها علاقة مصاهرة بهذا الشاب سئمت من سرقاته المتكررة لها ومن تهديداته لأفرادها. وأضاف بأن الشاب الضحية قد سرق من أخت الحارس الليلي، في آخر مرة، «سامسونيط» فيها مجوهرات قدرت قيمتها بحوالي 3 ملايين سنتيم. وكان المعتدي, الذي يوجد رهن الاعتقال الاحتياطي بسجن عين قادوس, قد عمد إلى استدراج الضحية إلى منزله بحضور نساء من عائلته وأعد أكياسا بلاستيكية كان من المرتقب أن يضع فيها أجزاء جسد الشاب الضحية بعد أن يعمد إلى تقطيع جثته للتخلص منها وإبقاء الجريمة طي الكتمان. لكن الضحية كان قد أخبر أحد رفاقه بهذه «الدعوة» التي تلقاها من «غريمه» وطلب منه أن يأتي له بعلبة سجائر إلى منزل استضافته. وحال هذا الشاب دون استكمال تنفيذ الخطة عندما دق على باب المنزل وفتح الحارس الليلي في وجهه الباب وهو ملطخ بالدماء ولا يزال يمسك بالسيف. وأخبر الشاب إخوة الضحية وحضروا إلى مسرح الجريمة، واستعانوا بسيارة خاصة لنقل الضحية إلى قسم المستعجلات بالمستشفى الجامعي الحسن الثاني، لكن تدخلات الفريق الطبي لم تمكن من إنقاذ حياة «كريطيط» بسبب خطورة الضربات التي تلقاها وما ترتب عنها من نزيف دموي حاد. وانتظر الحارس الليلي في بيته قدوم رجال الشرطة حيث اعترف بالجريمة التي دفعت أفراد الضحية إلى البحث عن سبل ل«أخذ الثأر»، ونفذوا يوم الخميس الماضي هجوما على منزل الحارس الليلي، لكنهم لم يعثروا على أي من قاطنيه، في ما أعلنت عائلة الحارس الليلي أن البيت الذي تعرض للمداهمة تعرضت جل أمتعته للسرقة. ويعرف حي بندباب بكونه أحد الأحياء الهامشية المصنفة من قبل الجهات الأمنية بالمنطقة السوداء بالنظر إلى تنامي ظاهرة الإجرام وارتفاع الاعتداءات الأمنية. ومع ذلك، فإن الدائرة الأمنية به أصيبت ب«عطب تقني» منذ حوالي 3 أشهر وأغلقت لإصلاح بنايتها. ونقلت عناصرها إلى مقر المنطقة الأمنية الثالثة بعين قادوس. ويستغل المنحرفون هذا الفراغ الأمني لزرع الرعب في أوساط الساكنة، ويواصل بعضهم ابتزازه لأصحاب المحلات التجارية والمقاهي دون أن يخاف من أي رصد أو متابعة.