تعرض «المساء» خلال فصل الصيف جانبا خفيا من حياة محمد الجامعي، أول لاجئ رياضي إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، فالرجل تحول من رئيس لفريق أجاكس القنيطري لكرة القدم داخل القاعة، إلى نزيل في السجن المدني بالقنيطرة بتهم متعددة. في سيرته الذاتية يتحدث الجامعي من الولاياتالمتحدةالأمريكية عن مساره من التألق المطلق واستقباله من طرف كبار القادة في العالم إلى إقباره بين القضبان. في حلقات نتابع تفاصيل قصة يمكن أن تتحول إلى سيناريو لفيلم يأسر المشاعر، على امتداد شهر يوليوز نعيش فصولا أخرى في حياة رجل عاش من أجل الكرة واعتقل من أجلها قبل أن يعيش اغترابا قاسيا في الضفة الأخرى للمحيط الأطلسي. فضل الجامعي أن يختم الحلقة الأخيرة من السيرة التي عرضت فصول حياته بذكريات عكست صورا لأرقى العلاقات الإنسانية، سواء تعلق الأمر بتلك التي جمعته بذويه أو أصدقائه أو بتلك التي احتفظت بها ذكراته بعد سلسلة مشاركات لفريق عشقه حتى النخاع، وهو الذي لم يدرك يوما أنه سيكون سببا في ولوجه أسوار السجن التي قضى بها فترة ألقت بظلالها على حياته التي تغيرت معالمها. وسيكون ريان الجامعي أو خيط الأمل كما يجب والده تلقيبه به ختام هذه الحلقة التي يبين فيها الجامعي أن ريان امتداد لم بدأه رفقة أجاكس االقنيطري. في نهاية هذه السلسلة التي حاولت أن أسرد فيها وقائع حياتي بصدق وحياد سواء تعلق الأمر بظروف اعتقالي ومحاكمتي لتنوير الرأي العام في شأن قضيتي، وكشف بعض الحقائق التي كانت غائبة وطي الكتمان أن أتحدث عن مصير اللعبة التي سعيت جاهدا إلى الرقي بها. واذا كانت الصحافة هي التي فجرت فضيحة واترغيت التي أطاحت بالرئيس الأمريكي نيكسون. وإذا كانت هي نفسها التي كشفت عن فضيحة لوفينسكي والتي كادت أن تطيح بالرئيس كلينطون، فها أنا أنتظر أن تنال هذه السلسلة قدر مما تستحقه من الاهتمام وتجد من يضعها فوق نفس السكة. كانت السلسلة نافذة ذكرتني بالأمس البعيد والأمس القريب، بلاعبين ومسيرين بصموا ذاكرتي مند صباي، وقد عملت على استغلالها ليس لمجرد الذكرى و تكريم لذكراها, بل أنتهزها أولا وأخيرا لأستحضر حقبة زمنية عرفت فيها كرة القدم المصغرة المغربية أجمل أيامها قبل أن يدمر أسطولها بالكامل، استرجعت ذاكرتي حقبة أشتاق إليها كلما ازداد بعدي عنها زمنا و مسافة. أظن أنه من السهل أن نصوب أصابع الاتهام كي ندمر ونسرق أحلام الآخرين، ومن السهل أن ننجح في تحديد العدو، وإنما نفشل في معرفة الصديق. لكن ليس هذا هو السؤال لأن جوهر السؤال ليس هو أين وصلت اللعبة الآن؟ هل أنجبت أم أصابها العقم؟ كفتني العشر سنوات لترك باب التساؤل مفتوحا. وأعود لأقر من خلال بأنني حينما ابتكرت هذه اللعبة، لم أبتكرها من أجل أن أدخل في صراع أو لأخدم أشخاصا على حساب أشخاص آخرين، لكن لأسعد الأجيال التي أحبتها ومارستها بعفوية مطلقة، أردت أن أجعل بلدي فخورا بأبنائه الذين سيمثلونها في المحافل الدولية وأعود لأقول من جديد أنني أحيا هنا على ضوء شعاع الأمل الذي نور حياتي، إنه ابني ريان الملقب برياندينو, الذي راهنت عليه لأفتح صفحة جديدة من تاريخي الكروي وترميم أسطول تجربتي الرياضية التي هو بكل تأكيد امتداد لها و إذا كانت أجاكس قد شكلت البداية فريان يشكل النهاية، وحينها سأقف باعتزاز وفخر لأقول أنا هنا راهنت نفسي قبل غيري على صناعة نجم كروي حقيقي. كلما رأيت ريان لمست مواصفات لاعب كبير وذلك راجع لتقنياته الكروية فالسرعة تميز مرواغاته وتركيزه شيء يلمسه كل من رأى تقنيات ريان الكروية، والكل يتنبأ له بمستقبل كروي زاهر ليس هذا من فراغ ولكنه نتيجة خطواته الأولى قي مسيرته الرياضية ومن أولى هاته الخطوات أن انتخب من أجود اللاعبين الذين اختيروا لمعسكر تدريبي مع فريق برشلونة الإسباني وكان الوحيد الذي حظي بحضور معسكر تدريبي للاعب الأماني المشهور رومينيكن.