سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
لمرابط: قال لنا بنيامين نتنياهو «نحن وأنتم لدينا عدو واحد مشترك هو الإسلاميون» انزعج نور الدين مفتاح وقال لنا كيف تخسرون 5 ملايين سنتيم في حوار مع نتنياهو، ونحن في أمس الحاجة إلى المال؟
صُنفت مجلة «لوجورنال» خلال العشر سنوات الأولى من نشأتها في خانة الصحافة المستقلة، المدافعة عن التوجه الديمقراطي المناهض لكل ما هو مخزني في المغرب. كما لعبت أدوارا مهمة إبان بداية العهد الجديد. ومع صدور كتاب «محمد السادس : سوء الفهم الكبير»، لأحد مؤسسي المجلة، الصحافي علي عمار، تم الكشف عن أسرار ومناطق ظل كان يجتمع فيها مؤسسو المجلة مع رموز دار المخزن ورجالات العهد الجديد. «المساء» تكشف أسرارا تنشر لأول مرة، من خلال سلسلة من الحوارات مع فعاليات ساهمت في تأسيس التجربة، وتعيد تجميع عناصر القصة الكاملة لمجلة اسمها «لوجورنال». إليكم التفاصيل... - لقد ذكر براوي أنك انزعجت من افتتاحيته التي وصف فيها إسرائيل ب«النازية» قبل سفركم إلى إسرائيل لإجراء الحوار؟ > أكرر لك أننا لم نكن نستشير براوي أبدا في برامج عملنا، إذ من أجل استشارته كان الأمر يقتضي منا أن نضيِّع وقتا طويلا في البحث عن مكان تواجده. أما إذا كان يود التحدث عن القضية الفلسطينية، فليسمح لي أن أسأله: أين كان «سوبر افتتاحيات»، السي براوي، حينما تخليت عن دراستي في جامعة السوربون بباريس وتوجهت، وعمري 21 سنة، إلى مخيمات الفلسطينيين بلبنان من أجل الدفاع عن القضية الفلسطينية؟ حيث غامرت بحياتي ومستقبلي الدراسي وعائلتي، من أجل مبدأ أومن به دائما وهو بناء دولة فلسطينية. أعتقد أن برواي كان حينها في أمكنته المعتادة، مكتفيا بمشاهدة مأساة الفسطينيين عبر شاشة التلفزة. وأين كان براوي حينما اتهمني «أصدقاؤه» بمعاداتي للسامية؟ وهنا ينبغي أن أذكِّر القارئ بأنني أثناء تواجدي في السجن عقابا لي على كتاباتي الصحافية ومواقفي الصريحة، كان أندريه أزولاي قد توجه إلى واشنطن للاتصال بمسؤولين عن منظمة حقوق الإنسان الأمريكية «هيومان رايتس واتش»، من أجل ثنيهم عن الدفاع عن قضيتي، زاعما أن «علي المرابط معاد للسامية»، وهو ما أكده لي شخصيا إريك غولدستين، مسؤول المنظمة عن منطقة شمال إفريقيا والمغرب العربي. باختصار، حقد جمال براوي علي بدأ منذ توليه رئاسة تحرير «لوجورنال». فإلقاء نظرة بسيطة على أرقام مبيعات «لوجورنال» خلال فترة توليه رئاسة التحرير وفترة إشرافه عليها تكشف الحجم المتدني للمبيعات الذي وصلت إليه الأسبوعية، حيث لم نكن نبيع سوى 4 آلاف نسخة، بينما أثناء رئاستي لتحريرها فاقت نسبة المبيعات ال50 ألف نسخة، وذلك دون أن أكلف نفسي عناء كتابة «افتتاحيتين في يوم واحد». - لنعد إلى موضوع الحوار، هل دفع لكم الإسرائيليون ثمن رحلتكم إلى تل أبيب؟ > لا أبدا. أتذكر أنه، بالإضافة إلى تذكرة الطائرة، أخذنا معنا في سفرنا 50 ألف درهم كمصروف جيب ننفق منه أثناء مقامنا بتل أبيب. وكان أن أثار ذلك حفيظة نور الدين مفتاح الذي كان يتولى، حينها، مهمة رئيس تحرير أسبوعية «الصحيفة»، حيث انزعج جدا وقال لنا: «كيف تخسرون 5 ملايين سنتيم في حوار مع نتنياهو، ونحن في أمس الحاجة إلى المال؟». - إحك لنا تفاصيل رحلتكم إلى تل أبيب؟ > ذهبنا إلى هناك عبر مطار فرانكفورت. أثناء وصولنا إلى القدس، وجدنا أشخاصا في انتظارنا، حيث أقلّونا إلى فندق هناك. وضعونا في غرفة مجهزة بأحدث تقنيات التنصت. وبعد مرور أربعة أيام على إقامتنا بالفندق، تم إخطارنا بموعد لقاء نتنياهو. ومازلت أتذكر أنهم أقلّونا عبر سيارة سوداء اللون طويلة إلى مقر وزارة الدفاع داخل ثكنة عسكرية. - هناك من يقول إنهم اقترحوا عليكم إجراء الحوار في الجولان بلبنان؟ > لا ليس كذلك. لقد اقترحوا علينا أن نقوم بزيارة استطلاعية للجولان للوقوف على منجزاتهم الفلاحية، حسب قولهم، لكننا رفضنا ذلك المقترح لأن مهمتنا كانت تتلخص فقط في إجراء الحوار. - هل تم تفتيشكم قبل لقاء الوزير الأول الإسرائيلي؟ > (يضحك) لم يكن مجرد تفتيش، لقد كان فحصا دقيقا لنا، إذ خلعوا أحذيتنا ووضعونا، أنا والصحافي علي عمار، في غرفة وقف علينا بداخلها رجل في حالة تأهب، حيث كان قد وضع يده على المسدس الموجود تحت حزام سرواله. ووجدنا في داخل نفس الغرفة المصور الخاص لنتنياهو، وكان يهوديا من أصل مغربي، ينحدر من مدينة مراكش، وكان يتحدث اللسان الدارج المغربي بإتقان ومهارة، إذ كان ينطق بتعابير لم تعد أصلا متداولة في المغرب الراهن. وبقينا هناك لمدة لم تتجاوز الساعة قبل أن تتم المناداة علينا للالتحاق بمكان آخر حيث يوجد رئيس الوزراء نتنياهو. - هل أثار انتباهكم شيء خاص خلال حديثه إليكم؟ > عند انتهائنا من إجراء الحوار الصحفي، قال لنا: «نحن وأنتم لدينا عدو واحد مشترك هو الإسلاميون»، فأجبناه بقولنا إن الأمر ليس صحيحا، وليس لدينا أي عدو مشترك، لأننا في المغرب لا نعتبر الإسلاميين أعداء لنا، فاكتفى بإجابتنا بابتسامة. - هل من طرائف حدثت لكم أثناء زيارتكم لإسرائيل؟ > كنا نتجول في شارع رئيسي وسط القدس، وحاولت صعود صخرة كبيرة لرؤية المنظر من أعلى، ففوجئت بأسلحة رشاشة توجه نحوي من دورية للشرطة الإسرائيلية والجيش كانت تحوم هناك... بعد أن اعتقد رجالها أنني أريد تفجير نفسي. - بعد حواركم مع رئيس الوزراء، وجهت إليكم انتقادات عديدة داخل المغرب... > من كانت لديه خلافات مع «لوجورنال»، كانت تلك -بالنسبة إليه- هي الفرصة المواتية للبدء في تصفيتها، وما لم يرق الناس كثيرا هو حجم الإشهارات، التي كانت تملأ شوارع أكبر المدن المغربية، للعدد الذي يتضمن الحوار مع رئيس الوزراء الإسرائيلي. - إذن، كيف وافقتم على الإشهار القوي للعدد المتضمن للحوار؟ > بالله عليك، هل يوجد صحافي يتدخل في عمل مصلحة الإشهار بأي منبر إعلامي، سواء داخل المغرب أو خارجه؟ إذا كنتم ترغبون في معرفة رأيي الشخصي في الأمر، فلا مانع لدي من ذلك.. كان حوارا صحافيا مهنيا ومستقلا. حاليا، نرى عبر القنوات الفضائية كيف تحاور القادة الإسرائيليين وتستضيفهم عبر شاشاتها. فقناة «الجزيرة»، على سبيل المثال، حاورت لمرات متعددة قادة عسكريين وسياسيين إسرائيليين، بل حاورت الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريس شخصيا، ولا أحد انتقد أو عاب عليها ذلك، لأنه عمل صحفي مهني. كما أنه في خضم العدوان الإسرائيلي على غزة، كانت القناة تستجوب قادة عسكريين وتأخذ تصريحاتهم.. أنا قمت بعملي الصحافي في إطار المهنية والاستقلالية.