قضت غرفة الجنح بالمحكمة الابتدائية بمراكش، مساء الأربعاء الماضي، بثماني سنوات سجنا نافذا، وغرامة قدرها 5 آلاف درهم، في حق سائحة رومانية ومغربي يحمل الجنسية البريطانية، يعملان ضمن شبكة متخصصة في ترويج المخدرات على الصعيد الدولي، وينحصر دورهما في تهريب المخدرات، انطلاقا من مطار مراكش المنارة نحو بريطانيا. كما قضت الغرفة نفسها بأدائهما، تضامنا، لفائدة إدارة الجمارك، ذعيرة مالية قدرها 360 ألف درهم، مجبرة الأداء، خلال سنة، انطلاقا من تاريخ النطق بالحكم، بعد متابعتهما في حالة اعتقال، وفق ملتمسات وكيل الملك، بتهمة التهريب والاتجار في المخدرات على الصعيد الدولي. وكانت شرطة الحدود بمطار مراكش المنارة الدولي اعتقلت بداية الشهر الجاري، السائحة الرومانية بعد ضبطها متلبسة بمحاولة تهريب حوالي 7 كلغ من مخدر الشيرا إلى بريطانيا عبر إسبانيا، وإحالتها على عناصر فرقة محاربة المخدرات بالمصلحة الولائية للشرطة القضائية بمراكش، التي تمكنت من تفكيك الشبكة المذكورة، المختصة في ترويج المخدرات على الصعيد الدولي، والتي يتزعمها مغربي يحمل الجنسية البريطانية، بعد اعتقال ثلاثة أفراد ينشطون فيها. وتضم الشبكة، التي ينطلق نشاطها من مقهى وبازار بالعاصمة البريطانية، وتعود ملكيته لزعيم الشبكة، مغاربة وأجانب من جنسيات بريطانية ورومانية، جرى استقطابهم من طرف مغربي، يلقب ب «آدم»، ويقيم، بطريقة غير شرعية، في لندن، ويتعاطى السرقة بالخطف، بعد فراره من إيطاليا إثر ارتكابه جريمة قتل، كان يحصل من وراء نجاح كل عملية تهريب على مبلغ 5 آلاف درهم من طرف الشخص الذي يتكلف بالعملية. وكانت كل العمليات تنطلق من مطار مراكش المنارة، حتى لا يفتضح أمر الشبكة، بالنظر إلى الأعداد الكبيرة للسياح الأجانب المتوافدين على المدينة، إلى حين إيقاف السائحة الرومانية، وبحوزتها حوالي 7 كلغ من مخدر الشيرا، بعدما حاولت تهريبها في 12 «بلغة» تقليدية. وكشفت التحريات والأبحاث الأولية مع المتهمة الرومانية من لدن عناصر الشرطة القضائية، أن المخدرات التي ضبطت بحوزتها، تسلمتها من مغربي يعمل ضمن الشبكة المذكورة، يدعى مروان، بعد تكليفه من قبل زعيم الشبكة بمساعدتها في المغرب، والتكفل بها طيلة المدة التي ستقضيها بمراكش، وجلب المخدرات من العرائش، بعد دسها في أحذية تقليدية «البلغة»، من طرف صانع تقليدي يعمل ضمن أفراد الشبكة. وقادت عملية تنقيط المتهم المغربي على الرابط الإلكتروني الخاص بالاستعلامات العامة إلى التوصل إلى هويته، وأنجزت برقية وجهت نسخ منها إلى جميع الجهات المعنية، مرفوقة بصورة فوتوغرافية، ليجري اعتقاله بمطار محمد الخامس بمدينة الدارالبيضاء أثناء استعداده لمغادرة التراب الوطني، وإحالته على النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية بمراكش، بينما بقي البحث جاريا عن باقي أفراد الشبكة، وعلى رأسهم زعيمها المغربي، بتنسيق مع المكتب الوطني للشرطة الدولية (الأنتربول).