قصتها مع السرطان نسج خيوطها الألم والمعاناة، قبل أن تنتقل هذه العلاقة مع توالي الأيام والليالي إلى هاجس نفسي وجمعوي يفكر في آفاق ذلك الشبح الذي ينساب تأثيره إلى شرائح مجتمعية مختلفة، وقبل أن تصبح الأستاذة الجامعية السند لمصابي السرطان الذي أحست بوطأته وعذابه، هي فاطمة دادسي بوطالب المرأة التي أصابها السرطان قبل سنوات، وهي كذلك الجمعوية التي ترأس جمعية «أمينو» (جمعية أصدقاء المعهد الوطني للأنكولوجيا)، وبين المرأة والجمعوية تنسج فاطمة دادسي كثيرا من الأسرار والمحطات الأساسية في تجربتها مع السرطان. «كل شيء بدأ حينما كنت أعالج في معهد «أنكولوجيا» سيدي محمد بن عبد الله، هناك اكتشفت ألم المرضى وفقدانهم للأمل أمام مرض خطير ومكلف بالنظر إلى إمكانياتهم، من جهة أخرى وجدت أناسا ابتعد عنهم أقرباؤهم، مما زاد في يأسهم، فتساءلت كيف يمكن أن نقدم لهم الدعم؟ هذا السؤال لم يفارقني طول الفترة التي قضيتها في العلاج، في لحظة من اللحظات بدأت في حملة تحسيسية بين أصدقائي... وبدأنا بزيارة نصف شهرية للمستشفى على أمل أن نقدم بعض الدعم للمرضى...»، بهذه الكلمات المدرجة في الموقع الرسمي للجمعية تحكي فاطمة دادسي بوطالب، التي تعذر التواصل معها لانشغالها، عن ذكريات تأسيسها سنة 1998 جمعية «أمينو» بالرباط لتقديم الدعم النفسي والمادي للمصابين بالسرطان. جمعية قالت فاطمة دادسي في الاحتفال بالذكرى العاشرة لتأسيسها إنها انطلقت بإمكانيات بسيطة ومحدودة لم تتجاوز 800 درهم هي حصيلة انخراط 20 امرأة ورجلين و11 متطوعة، قبل أن تبدأ الجمعية في التطور. مرحلة تأسيس أصدقاء معهد الأنكولوجيا، ستكون بداية لانطلاق المسار الجمعوي والتحسيسي والتضامني، الذي سيتقوى سنة 2002 بتأسيسها في شهر ماي لمركز الاستقبال بالرباط لاستقبال المرضى الآتين من مناطق بعيدة،» كان الهدف الأولي تقديم دعم نفسي للمرضى وتوجيههم»وتقول فاطمة دادسي في تصريح صحفي سابق.قبل أن تدشن الجمعية فضاءات أخرى تقوي بها حضورها وموقعها إلى جانب جمعيات أخرى. في هذا السياق، وجب التذكير بأن الجمعوية فاطمة دادسي في إطار توسيع عملها وانتشارها، انضمت إلى التحالف الإقليمي للمنظمات غير الحكومية لمنطقة شرق المتوسط لمحاربة داء السرطان، الذي ترأست الأميرة للاسلمى انطلاقته، بمراكش، كما تلت الجمعوية الملتمس الذي قدمته كل من جمعية للاسلمى لمحاربة داء السرطان وجمعية العمل بالدار البيضاء وجمعية «المستقبل» بالرباط جمعية «أمينو» بالرباط وجمعية «قلب امرأة» بالدارالبيضاء، يطلبن من خلاله من الملك تحديد يوم 22 نونبر من كل سنة تاريخا للاحتفال باليوم الوطني لمحاربة داء السرطان في المغرب. وتتويجا لمسارها الجمعوي اقترحت فاطمة دادسي بوطالب لنيل جائزة «خميسةّ» لسنة 2007، إلى جانب أسماء نسائية ساهمت في الحياة السياسية والجمعوية والفنية والثقافية والرياضية.هي فاطمة دادسي التي تواصل في جمعيتها رحلة التحسيس بالمرض وتقديم الدعم لهذه الفئة المجتمعية التي فاجأها السرطان.