قدم حميد حسني، العضو بالمكتب المسير للوداد البيضاوي لكرة القدم، ورئيس لجنة الشبان والبنيات التحتية استقالته من تسيير شؤون الفريق، ووضع نسخة من الاستقالة لدى إدارة النادي، دون أن تتضمن الأسباب الحقيقية ودوافع إنهاء مهامه، إذ اكتفى بعبارة «أسباب شخصية»، وهي صيغة تخفي الكثير من الأمور التي حاول «طاسيلي» حجبها عن الأنظار. وعلى الرغم من إصرار العضو المستقيل على ربط الاستقالة بدواعي شخصية والرغبة في الاستمتاع بقسط من الراحة، إلا أن مصدرا مقربا من حسني أوضح ل«المساء»، أن سر غضبة المسؤول الودادي تعود للامتيازات التي يحظى بها رفائيل حامدي المدير التقني للوداد، حيث طالب حسني من الرئيس عبد الإله أكرم بمراجعة بنود العقد المبرم بين الإطار التقني الفرنسي والوداد الرياضي. وحسب مصادرنا فإن نقط الخلاف بين الطرفين تتمحور حول، البند المتعلق بالحوافز المالية، والذي يحصل بموجبه رفائيل على نفس منح لاعبي الفريق الأول الذي يدربه بادو الزاكي، لكن بشكل مضاعف، بمعنى أنه في حالة حصول لاعبي الوداد على منحة 10 ملايين من السنتيمات كمكافأة على نيل لقب وصيف بطل كأس دوري أبطال العرب، فإن المدير التقني سينال ضعف المنحة أي 20 مليون سنتيم لكن بالعملة الصعبة، فضلا عن امتيازات أخرى كالشقة والسيارة والهاتف النقال وغيرها من شروط العمل التي تتوفر للمدراء التقنيين. وأوضح عضو بالمكتب المسير للفريق أن القرار لم يكن مفاجئا، لأن الحديث عن الامتيازات التي يحظى بها رفائيل تحولت من همس إلى جدل في أوساط المسؤولين، وأضاف المصدر ذاته أن الرئيس حسم الأمر حين قال « سيظل رفائيل مديرا تقنيا ومن يرفضه فهو مرفوض داخل الوداد»، وهو ما أثار غضب مجموعة من مكونات الوداد. ومن المؤاخذات المسجلة على حسني، صمته لمدة طويلة قبل الكشف عن الامتيازات التي يتمتع بها المدير التقني، لكن هذا المستقيل أوضح أن مصلحة الوداد حتمت عليه كتم الغيظ إلى نهاية الموسم الرياضي، مشيرا إلى تراكمات سابقة جعلت الهوة تكبر بين المدير التقني ومجموعة من اللاعبين القدامى للفريق، الذين تقلدوا مهاما داخل مدرسة والفئات الصغرى للنادي، كيوسف فرتوت وجيلال فاضل وأحمد أبو علي وغيرهم من المؤطرين الذين اختلفوا مع المدرب الفرنسي في أكثر من مناسبة ومنهم من فضل الاستقالة الطوعية، بعد أن رفض الرئيس الإجابة على شكواهم. وحاولت «المساء» في أكثر من مناسبة الاتصال بالمدير التقني حامدي، من أجل إعطاء توضيحات حول العقد الذي يربطه بالمكتب المسير للوداد، لكنه طلب في مرحلة أولى معرفة طبيعة السؤال الموجه إليه، وفي فترة ثانية التمس مهلة للرد على سؤال «المساء» قبل أن ينهي المكالمة دون رد. وغاب حميد حسني عن مباراة الجيش الملكي التي أجريت أول أمس بالرباط، وهي المرة الأولى التي يتابع فيها مباراة لفريقه عبر الشاشة الصغيرة، بعد أن رافق الفريق في جميع مبارياته الداخلية والخارجية، الودية والرسمية داخل وخارج الوطن، كما كان ممثلا للوداد في مراسيم قرعة كأس دوري أبطال العرب في جميع مراحلها، إلى أن لقب بوزير خارجية الوداد.