الجمعيات هي المستفيد الأول من الدعم الاجتماعي الذي تخصصه الشركات بالمغرب، هذا ما خلص إليه بحث قامت به لجنة القرب الاجتماعي بالاتحاد العام لمقاولات المغرب مؤخرا، بينما احتلت الخدمات الاجتماعية الموجهة لأجراء الشركة الرتبة الثانية في اهتمامات الباطرونا المغربية بنسبة 19 في المائة، ثم فئة المحتاجين بنسبة 12 في المائة، والمعاقين والمرضى 8 في المائة. البحث الذي أجري على عينة مكونة من 300 شركة، خلص إلى أن ارتفاع نسبة استفادة الجمعيات من الدعم الاجتماعي وتوجه الباطرونا إلى التعامل معها أكثر من الفئات الأخرى، يرجع بالأساس إلى التنظيم المحكم لهذه الجمعيات وكذلك إلى الفئة الكبيرة التي تستقطبها هذه المنظمات من خلال أنشطتها وتنوع الجهات التي تتواجد بها. واعتبرت الدراسة أن «الجمعيات الوطنية» هي الصنف الذي تبحث عنه أكثر المقاولات التي توزع معوناتها الاجتماعية كل سنة، واحتلت هذه الجمعيات الرتبة الأولى في اهتمامات الباطرونا وبنسبة كبيرة فاقت 68 في المائة، بينما تأتي في المرتبة الثانية المؤسسات الاجتماعية بنسبة 36 في المائة وجمعيات الأحياء بنسبة 5 في المائة، وتتم عملية دعم هاته الجمعيات عن طريق إما هبة مالية تقدم بواسطة شيك أو نقدا، وإما بواسطة هبات عينية عبارة عن منتوجات للشركة المتبرعة. بالمقابل عبرت 59 في المائة من الشركات المستجوبة عن أنها لا تتوفر على ميزانية قارة للجانب الاجتماعي، حيث من ضمن 85 شركة التي تفاعلت مع البحث، 33 مقاولة فقط صرحت أن لديها ميزانية مخصصة للفعل الاجتماعي . وعن أهداف الشركة من وراء تنظيم أنشطة اجتماعية وتخصيص ميزانيات لذلك، عبر 31 في المائة من المستجوبين عن أنهم يهدفون إلى المساهمة في خفض اللامساواة بين الافراد، بينما 25 في المائة منهم عبروا عن رغبتهم في إيصال ثقافة الشركة إلى الآخرين بواسطة هذه الأنشطة الخيرية، و19 في المائة كانت أكثر وضوحا حين قالت إن الهدف يروم تحسين صورة الشركة عبر العمل الخيري. وبالنسبة إلى المجالات التي تفضلها الباطرونا من أجل المساعدة الاجتماعية، جاء الجانب الصحي في الرتبة الأولى بنسبة 21 في المائة من اهتمامات الشركات المستجوبة، ثم جانب حماية الأطفال 17 في المائة، والتربية والتكوين 16 في المائة، بينما احتل الجانب البيئي الرتبة الرابعة بنسبة 13 في المائة. 13 في المائة من الشركات سجلت أن الميزانية المحدودة للمقاولات المغربية في ما يخص الجانب الاجتماعي تحد من تنمية هذا الأخير، بينما أكد 32 في المائة منهم أن صعوبة تتبع العمل الخيري من طرف أطر ومسيري الشركة يحد كذلك من نمو العمل الخيري. يشار إلى أن العينة المختارة التي شملها بحث لجنة القرب الاجتماعي بالاتحاد العام لمقاولات المغرب شملت 300 مقاولة، لكن 58 شركة فقط أجابت عن الاستمارة أي بنسبة 28 في المائة من مجموع المستجوبين، بينما 36 مقاولة رفضت المشاركة في البحث و14 أخرى أشارت إلى أنها لا تقدم خدمات اجتماعية، و137 مقاولة كانت خارج التغطية أي أن رؤساء هذه الشركات إما في اجتماع أو في تنقل خارج المغرب...