أعلنت إيران فرض حظر على تغطية وسائل الإعلام والصحف الأجنبية للمسيرات التي تشهدها البلاد احتجاجا على إعادة انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد لفترة رئاسية ثانية. وأرسلت وزارة الثقافة بيانا إلى جميع مكاتب الصحافة الأجنبية تخبرها بأنها حظرت على وسائل الإعلام الأجنبية المشاركة في التجمعات التي تقام بدون ترخيص من وزارة الداخلية أو تغطيتها. واعترف مسؤولون أمريكيون أن الأنترنت ومواقع الشبكات الاجتماعية، مثل «تويتر» و«فايسبوك»، على وجه الخصوص تشكل مصدر المعلومات الأساسي للولايات المتحدةالأمريكية حول التطورات على الساحة الإيرانية، بعد أن منعت السلطات هناك الصحافيين من تغطية المظاهرات السياسية المناهضة والمؤيدة لفوز الرئيس محمود أحمدي نجاد بالانتخابات الرئاسية. صمت عربي ربما تكون الدول العربية الحليفة للولايات المتحدة والتي تخشى السياسة التوسعية التي تنتهجها إيران مستمتعة بمشهد الاحتجاجات العنيفة على انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد لولاية ثانية، لكن الخوف بشأن التداعيات بدأ يتسلل إليها. وحافظت الكثير من الدول الخليجية الصغيرة التي تقع على الجانب الآخر من الخليج على علاقات وثيقة مع القوة الشيعية ونأت بنفسها عن المحاولات التي قادتها السعودية ومصر لنبذ إيران لدعمها جماعات عربية معارضة، فضلا عن مساندتها للشيعة. كما تسلل بعض الابتهاج إلى تغطية وسائل الإعلام الحكومية في مصر. لكن محللين يقولون إن الأحداث التي تتكشف يمكن أن تكون لها نتائج لا يمكن التكهن بها لهذه الحكومات السنية التي هي ركائز لسياسة الولاياتالمتحدة السياسية والاقتصادية والعسكرية في المنطقة. لكن هناك مؤشرات أيضا على أن العرب، الذين يستفيدون من دعم أحمدي نجاد القوي للجماعات التي تقاتل ما يعتبرهما قوتين استعماريتين جديدتين وهما أمريكا وإسرائيل، يشعرون بالتوتر مما سيحدث إذا تمت الإطاحة به. حجب المواقع وقال مسؤول أمريكي إنه بسبب قيام السلطات الإيرانية بحجب مواقع على الأنترنت وإغلاق الصحف، فإن «موقع «تويتر» يشكل أحد الوسائل التي تتيح للناس الحصول على المعلومات حول إيران.» وتعتمد واشنطن على التقارير الإعلامية ومكاتب «مراقبة إيران» التابعة للخارجية الأمريكية في سفاراتها المختلفة حول العالم. ويوجد أكبر مكتب من هذه المكاتب، المتخصصة في متابعة الأوضاع في إيران، في مدينة دبي بالإمارات العربية المتحدة، إلى جانب مكاتب أخرى في عواصمألمانيا وإنجلترا، حيث توجد جاليات إيرانية كبيرة. ورغم عدم وجود اتصال مباشر مع الإيرانيين، فإن الأمريكيين يعرفون بعض من استجوبتهم السلطات الإيرانية من خلال الأنباء التي نقلت على موقع «تويتر.» وقال المسؤول الأمريكي: «إنه مثال رائع على الأماكن والظروف التي يمكن أن تفيد فيها التكنولوجيا.» وقال مسؤولون كبار آخرون إن وزارة الخارجية الأمريكية تعمل مع «تويتر» و«فيسبوك» وغيرهما من المواقع الاجتماعية لضمان قدرة الإيرانيين على الاستمرار في التواصل مع بعضهم ومع الآخرين خارج إيران، بينما تعتمد CNN بشكل كبير على مراقبة الشبكات الاجتماعية بوصفها جزءاً مكمّلاً لتقاريرها حول الأوضاع في إيران، مثل «آي ريبورت». الحرس الثوري ترسخ وجود الحرس الثوري في إيران منذ بدء الثورة وحتى الآن ليشمل مختلف النواحي العسكرية والاقتصادية فأصبح قوة رئيسية. وتنضوي تحت لواء الحرس الثوري الإيراني قوات التعبئة العامة المعروفة باسم «الباسيج»، وهو مجهز بقوات برية وبحرية وجوية واستخبارات، علاوة على القوات الخاصة. ويضم الحرس الثوري الإيراني في صفوفه نحو نصف مليون مقاتل. ولعب دورا مفصليا إبان الحرب العراقية الإيرانية حيث شارك في العديد من المعارك. ولديه قوة اقتصادية كبيرة وشركات بأسماء مختلفة. كما انه يلعب دورا كبيرا في صناعات إيران العسكرية وأدرجت أسماء قادته في إطار قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وضعته الولاياتالمتحدة على لائحتها كمنظمة إرهابية بعد اتهامها له بدعم حزب الله وحركة حماس. ومنع الخميني الحرس الثوري من التدخل في السياسة، بل حرم على عناصره الانتماء إلى الأحزاب والجمعيات السياسية. وقد ظل وفيا لتعليمات الخميني، غير أنه تدخل بشكل سافر في انتخابات عام 2005 لصالح المرشح محمود أحمدي نجاد. ويتهمه الاصلاحيون بكونه شن حملة كبيرة لتشويه سمعة الرئيس الأسبق هاشمي رفسنجاني ومنع فوزه في الانتخابات قبل الماضية. ويكرر الاصلاحيون هذا الاتهام في الانتخابات الأخيرة ويقولون إن الحرس الثوري يخطط لانقلاب إذا جاءت نتائج هذه الانتخابات لصالح مير حسين موسوي. وفي رسالته السادسة وجه موسوي تحذيرا شديدا إلى الحرس الثوري وباقي القوى العسكرية من استخدام العنف ضد المتظاهرين وحذرهم من تحويل إيران التي قال إنها خضراء إلى ثكنة عسكرية.. وذكرهم بأيام الشاه وبأن الظلم لن يدوم.