ما فتىء التجهيز بالحواسيب الشخصية يرتفع في المغرب، حيث وصل إلى 27 في المائة من المنازل في 2008، مقابل 17 في المائة في السنة التي قبلها، وهو المنحى الذي يفترض أن يتأكد في السنة الجارية، حيث إن نوايا شراء أو تجديد الحواسيب وصلت على التوالي إلى 37 و33 في المائة، وبينما يتساوى معدل التجهيز بالحواسيب الشخصية بين الجنسين، ما زالت الهوة متسعة بين العالمين الحضري و القروي، حيث يبلغ على التوالي 78 و22 في المائة. غير أن امتلاك الحاسوب مازال حلما صعب التحقق في المغرب، ويعتبر سعره، حسب دراسة أنجزها مرصد تكنولوجيات الإعلام، المبرر الرئيسي الذي يدفع به المستجوبون لعدم شرائهم الحواسيب، ذلك هو السبب الذي أورده نصف الأشخاص الذين لا يتوفرون على حواسيب، غير أن هذا ليس السبب الوحيد لعدم شراء الحواسيب ف27 في المائة من المستجوبين يعزون ذلك إلى عدم الحاجة إليه و24 في المائة يشيرون إلى مشكل الأمية و8 في المائة يردون ذلك إلى تعقد استعماله. تستعمل 46 في المائة من الأسر، حسب البحث الذي استطلع آراء عينة من 1300 شخص، الأنترنت للحصول على معلومات وتلجأ إليه 48 من الأسر من أجل الرسائل الإلكترونية، غير أن البحث يشير إلى الحيز الكبير الذي يحتله تحميل الأغاني والبرامج المعلوماتية وألعاب الفيديو في اهتمامات مستعملي الأنترنت، ويشير 60 في المائة من المستجوبين إلى أن عدم الولوج للانترنت في المنازل يعزى إلى تكلفة الاشتراك، بينما يرد 33 في المائة ذلك إلى عدم التوفر على حاسوب و27 في المائة إلى الأمية و20 في المائة إلى عدم الحاجة إليه، 10 في المائة يتخوفون من أن يشغل الأنترنت أبناءهم عن دراستهم. ويبدو أنه إلى حدود 2007 كان الولوج للأنترنت خارج المنزل عاملا حاسما في التجهيز بالأنترنت، وأولئك الذين كانوا يتوفرون على الأنترنت خارج المنزل لم يكونوا يرون ضرورة للتوفر عليه في المنزل، غير أن هذا المنحى بدأ يتغير في السنة الفارطة، ويبقى الأنترنيت ذو الصبيب العالي الأكثر انتشارا في المغرب ب 64 في المائة، بينما بدأت مساحة الأنترنت من الجيل الثالث تتسع ب 30 في المائة. ويثير الأنترنت في المغرب الكثير من المخاوف، كما في العديد من البلدان، خاصة في ما يتصل بحماية الحياة الخاصة للناس، فالتخوفات بالنسبة ل32 في المائة من المستجوبين تمليها الرغبة في حماية الأطفال من «مواقع البالغين» وتنشأ بالنسبة ل23 في المائة من المستطلعة آراؤهم من هاجس تفادي الدخول في اتصال مع أشخاص خطيرين، ثم الخوف من الفيروسات وقرصنة المعلومات الشخصية. ولاحظ البحث تباطؤ استعمال الهاتف الثابت في السنة الفارطة، بعد النمو المهم الذي ميزه بين 2004 و2007، فاللجوء إلى هذا النوع من الهاتف عرف نموا ملحوظا في سنة 2007، وهو ما يعزي في جزء منه إلى العروض الجديدة التي أطلقها الفاعل الجديدة «وانا»، و برامج توسيع التغطية في العديد من المناطق في المغرب. في نفس الوقت واصل الهاتف النقال في السنة الفارطة إغراء الأسر، حيث إن 65 في المائة منها تتوفر على هاتف نقال،وتستحوذ المكالمات على استعمال هذا الهاتف، غير أن الرسائل الهاتفية يتسع مجال اللجوء إليها، ويبقي الحرص على الحصول علىهاتف نقال رهينا بمدى إتاحته لبعض الخدمات التي يستعملها 30 في المائة من الأشخاص المتوفرين على هاتف ، ويتمثل الأمر في الموسيقي والفيديو أو الصورة. ولا يجد المغاربة ضيرا في تغيير الفاعل، وهوالسلوك الذي يمليه عاملا التكلفة والجودة، حيث تمثل أسعار المكالمات والعروض 31.7 في المائة من المبررات التي قدمها الأشخاص المستجوبون لتغيير الفاعل، في نفس الوقت يذهب 31 في المائة من الذين شملهم البحث إلى أن تغطية الشبكة وجودة الخدمة تشكل سببا لتغيير الفاعل.