الحرارة في مراكش، هذه الأيام، لا تطاق. حرارة في الطقس وحرارة في رؤوس الطامعين في عمدية المدينة الحمراء. يوم الجمعة الماضي، وهو اليوم الذي ذهب فيه المغاربة إلى مكاتب التصويت لاختيار من يمثلهم في مجالس المدن والقرى، قال سائق طاكسي، وكان يضع «فوطة» مبللة حول عنقه، ويقود سيارته كأي شخص يائس من الحياة : «أعلنوا 46 درجة، والحقيقة أنها أكثر من 60»! الجرائد والمواقع الإلكترونية المغربية لم تسلم من حرارة الطقس ومن «جنون» بعض المتنافسين، ولذلك لم تقتصر في تغطيتها على أخبار الانتخابات الجماعية، بل تصيدت طرائفها، أيضا، كما تتبعت دلالات الرموز، الخاصة بالأحزاب، مخصصة حيزاً مهما في صفحاتها لنقل طرائف هذه الحملة وغرائبها، عبر عناوين «حمقاء»، من قبيل : بونات نبيذ أحمر .. ماحيا النحلة .. الشيخات والفراجة .. «ممتلكات» كوثر المعاصرة .. ولد العروسية والعتروس .. الوزير الشطاح الطراح .. قرية أولمبية في الفقيه بن صالح .. حمار الحملة، وغيرها. ويبدو أن قوة الطرائف، التي رافقت الانتخابات الجماعية في المغرب، قد استطاعت أن تضعها (أي الطرائف)، وربما لأول مرة، على قدم المساواة مع طرائف الشرق والغرب، من حيث المتعة والإثارة. وإلى جانب طرائف الانتخابات الجماعية المغربية، يمكن أن نتوقف، على سبيل المقارنة، عند خبر يتعلق بهندي، يبلغ من العمر 33 عاماً، «تزوج» كلبة ضالة، ليكفر عن «ذنب» ارتكبه، قبل 15 عاماً، عندما قتل كلبين. وفي إسبانيا، فوجئ قاض، عند محاكمته شاباً، يبلغ من العمر سبعة عشر عاماً، بتهمة سرقة كلب، بأنه لم يستطع قراءة اسمه المكتوب في القائمة التي كانت أمامه، وحين سأله عن السبب، أجاب الشاب بأنه أمّي، فحكم عليه القاضي بأن يتعلم القراءة والكتابة خلال ستة أشهر، وأن يعيد الكلب إلى صاحبه. والجميل أن القاضي تقدم، أيضاً، بطلب إلى الحكومة المحلية في إقليم الأندلس، وإلى دائرة التعليم في غرناطة، دعا فيه إلى الانتباه إلى هذا الأمر، ومتابعة الأطفال الذين ينقطعون عن الحضور المدرسي. وذكر أنه لم يعاقب الصبي لأنه ذو نية حسنة، وضحية المجتمع، مشدداً على أنه يصعب عليه أن يصدق أن صبياً في القرن الواحد والعشرين لا يستطيع القراءة. وفي النمسا، طالبت مسؤولة، على مستوى مدينة فيينا، بأحذية بلاستيكية لخيول المدينة، حفاظاً على شوارعها، بعد أن سبق للمسؤولين أن فرضوا قانوناً يُلزم أصحاب العربات التي تجرها هذه الخيول، بإلباس خيولهم «حفاظات» حتى لا تتسخ المدينة جراء المخلفات الحيوانية وروائحها. ومن أميركا، جاء خبر السماح بتداول أول عقار لتخسيس الكلاب، بعد أن تبين أن مابين 20 و30 في المائة منها تعاني من الوزن الزائد. وفي بريطانيا، حوّل رجل رماد والده إلى إبريق شاي، حتى يتذكر الأوقات الجميلة التي كانت تجمعه به. وفي تايلاند، لم يستطع شاب أن يجمع المبلغ المطلوب منه، لتقديمه إلى أهل خطيبته كمهر، فلجأ إلى تلفيق قصة وهمية، مفادها أن لصوصاً هاجموه، بينما كان في طريقه إلى مقر عقد القران وسلبوا منه المهر، ثم لاذوا بالفرار. والمفارق أن الكلاب، في تايلاند، التي جاءنا منها هذا الخبر، صار بإمكانها أن تنعم بالتدليك، وذلك بعد أن افتتح رجل أعمال ياباني صالوناً فخماً للكلاب. وإضافة إلى التدليك البدني العادي، تحدث الخبر عن تدليك صوتي، يتلخص في الحديث بصوت عذب ومهدئ للأعصاب، إضافة إلى التنظيف والتزيين العاديين والعلاج باستخدام المستخلصات النباتية، فيما يتوقف السعر على حجم الكلب وطول شعره. ومن إيطاليا، جاء خبر انخراط رجل أعمال في تعليب الضباب وعرضه للبيع عبر أحد مواقع الانترنيت، بسعر يوازي دولارين للعلبة الواحدة. وصرح بائع الضباب، وهو بالمناسبة فنان تشكيلي، أنه يقوم بحبس كميات من الضباب في داخل علب مصنوعة من القصدير، قبل أن يقوم بإغلاق تلك العلب بإحكام وعرضها للبيع، مكتوباً عليها : «طازج ومنعش لأنه من الموطن الأصلي للضباب». هي طرائف تأتينا من آسيا وأمريكا وأوربا وإفريقيا، فننشرها في صفحاتنا الأخيرة، أما طرائفنا، فنخصص لها، في كثير من الأوقات، عناوين بارزة في صفحاتنا الأولى !