شهدت مدينة العيون غداة إعلان نتائج الانتخابات الجماعية، مواجهات عنيفة بين أنصار حزب الاتحاد الدستوري الذي شكل لائحته من 39 عضوا يمثلون قبيلة ازرقيين وحزب الاستقلال ووكيل لائحته حمدي ولد الرشيد، حيث عرف مدار أم السعد أحداثا عنيفة، ومواجهات دامية استعملت فيها الأسلحة البيضاء والعصي والحجارة، ويرجح مصدر حضر المواجهات أن سبب اندلاع المواجهات، التي لم تكن متوقعة إلى احتفال موسيقي أقامه أنصار الاتحاد الدستوري بمقر الحزب بعد فوزهم ب6 مقاعد من أصل 43 المشكلة لمجلس بلدية العيون، بالمقربة من مقر حزب الاستقلال الذي لا يبعد عنه سوى بأمتار، مما دفع إحدى السيدات محسوبة على أهل الرشيد بركوب سيارتها واقتحام صفوف المحتفلين وأغلبهم من النساء والأطفال في غياب الرجال الذين كانوا يقيمون اجتماعا موسعا في منزل وكيل لائحتهم بشر البوصولي، ويعود سبب اقتحام السيدة مكان الاحتفال إلى أخبار راجت بين الموجودين بمقر حزب الاستقلال مفادها أن عضوين من لائحة أهل الرشيد تم استقطابهم من طرف أهل الجماني الذين يمثلون المعارضة إلى جانب حزب الاتحاد الدستوري، وبزيادة العضوين سوف تتمكن المعارضة من تشكيل الأغلبية وبالتالي تكوين المجلس الحضري للمدينة، وبعد اقتحام السيدة صفوف المحتفلين، أقدم شباب من أنصار أهل الرشيد بتفريق أنصار الاتحاد الدستوري باستعمال الحجارة والعصي والسلاح الأبيض، حيث تم اقتحام مقر الحزب أمام أنظار رجال الأمن الذين كانوا يراقبون الوضع تحسبا لأي طارئ على غرار الانتخابات الجماعية الماضية التي شهدت مواجهات بعد ما اتهم أهل الجماني أهل الرشيد بالتزوير في محاضر مكاتب التصويت والاستيلاء على مجلس البلدية بمساندة السلطات الاقليمية. وفي تصريح ل»المساء» أكد مدير حملة الاتحاد الدستوري، محمد الشيخ النبط، أن شكاية قدمت إلى السلطات يتهم فيها الحزب ثلاثة أشخاص من أصحاب السوابق اقتحموا مقر الحزب واعتدوا بالضرب على نساء وأطفال وشباب، خمسة إصابتهم بليغة، وأضاف محمد الشيخ أن الحملة الدعائية للحزب عرفت التزاما بالقوانين المنظمة للعملية الانتخابية، وذلك بشهادة اللوائح الأخرى، وكذا السلطات المحلية، كما اجتمع كل من ابراهيم ولد حماد وختار الجماني وبريكا الزروالي وابراهيم ادويهي وحسن الدرهم وجيد الكارح مع والي ولاية العيون بوجدور الساقية الحمراء، محمد جلموس، حيث ناقشوا تطور الأوضاع التي كانت ستخرج عن السيطرة بسبب تحول المواجهات الانتخابية إلى صراع قبلي لا تحمد عقباه، بعدما راجت أخبار تقول إن إطلاق نار تم على إثر المواجهات حسب نقله الموقع الالكتروني الموريتاني «أنباء»، فيما لم تؤكده ولم تنفه المصادر الأمنية بالعيون، كما حضر حمدي ولد الرشيد إلى مقر الاجتماع في ما رفضت الأطراف الأخرى الالتقاء به، ليخرج الوالي ويعتذر لولد الرشيد ويطلب منه عدم دخوله إلى مكان الاجتماع. ويذكر أن «المساء» اتصلت بحمدي ولد الرشيد لكن هاتفه النقال كان مقفلا طول الوقت، ولم تتمكن من مقابلته، رغم المحاولات المتكررة، للاستفسار منه عما صرح به حزب الاتحاد الدستوري، وأكد أحد أنصار حزب الاستقلال أن المواجهات اندلعت بعد هجوم على سيدة تنتمي إلى حزب الاستقلال من طرف شباب كان يحضر احتفال حزب الاتحاد الدستوري بعد حصولهم على المقاعد 6، كما علمت «المساء» من مصادرها أن وفدا يتكون من ابراهيم حماد وختار الجماني وبريكا الزروالي، سوف يتوجه إلى الرباط لطرح القضية التي كانت ستتسبب في كارثة لا يمكن السيطرة عليها على ما وصفته المصادر نفسها بالجهات العليا، للحد من نفوذ أهل الرشيد الذي أصبح يهدد التعايش القبلي بالمنطقة تضيف نفس المصادر.