نجح حزب الأصالة والمعاصرة في تحقيق اكتساح في الانتخابات الجماعية بحصوله على 6015 مقعدا من أصل 28 ألفا، محققا نسبة 21.7 في المائة حسب ما أعلن عنه شكيب بنموسى وزير الداخلية . أصحاب التراكتور كانوا واثقين من تحقيق نتائج مهمة في هذه الانتخابات وهو ما انعكس بشكل واضح خلال سهرتهم الانتخابية، ففي الوقت الذي كانت فيه مكاتب التصويت تغلق أبوابها كان مقر حزب الأصالة والمعاصرة بطريق زعير بالرباط يشهد حركة نشيطة استعداد للاحتفال في اليوم الموعود بعد أن هدأ غبار الحملة الانتخابية. عند مدخل المقر الفخم كان الهمة يشرف على وضع اللمسات الأخيرة على المكان المخصص للضيوف وأعضاء الحزب الذين بدؤوا بالتوافد الواحد تلو الآخر على الخيمة البيضاء التي نصبها في حديقة المقر، ليجدوا في استقبالهم أصناف مختلفة من الحلوى والعصائر. الهواتف ترن هنا وهناك فيما الأمين العام للحزب الشيخ بيد الله يظهر ويختفي داخل المقر حيث توجد خلية من الموظفين بمكتب مجهز بالحواسيب لتلقي النتائج التي حصدها الحزب في المدن والقرى. الهمة قال في تصريح ل»المساء»، لحظات قبل الشروع في الكشف عن النتائج الجزئية، إن الحزب لا تهمه النتائج ،وإن الهدف الأساسي قد تحقق من خلال إحداث حركية في المشهد السياسي بهدف تطبيع هذا الأخير، وإقناع عدد كبير من المغاربة بضرورة المشاركة، وأضاف أن «العمل الحقيقي سيبدأ بعد الانتخابات» . الجميع كانت تبدو عليه علامات التفاؤل بالنصر القريب في الوقت الذي كانت فيه فرقة موسيقية اتخذت لها مكانا مقابلا للخيمة تعزف بعض المقاطع. في حدود الساعة العاشرة ليلا سيحل بالمقر ضيوف من طينة خاصة، ويتعلق الأمر بكل من مصطفى الباكوري، المدير العام لصندوق الإيداع والتدبير، إلى حدود تلك الليلة، وفيصل العرايشي المدير العام لشركة الإذاعة والتلفزة المغربية، مما أثار أسئلة كثيرة وسط الحضور خاصة من الصحافيين، وهي الأسئلة التي سيتم التنازل عنها بعد ظهور عضو بالحزب أثارت كثيرا من الجدل بصورها الدعائية المثيرة التي احتلت الصفحات الأولى لعدد من الجرائد، ويتعلق الأمر بالصيدلانية كوثر بنحمو, مرشحة الحزب ببوقنادل التي استقبلت استقبال الأبطال. مع بداية إعلان النتائج تحلق عدد من الأعضاء أمام شاشات البلازما المنصوبة أمام الخيمة من بينهم صلاح الوديع، الذي انصرف بعدما لم ترقه النتائج الأولية التي غاب عنها اسم حزب التراكتور. الهمة صرح ل«المساء» بأنه يعيش حالة ترقب، وأنه «لا يرغب في أن يحتل الحزب المرتبة الأولى بعد ما حدث من ضجيج قبل بداية الحملة الانتخابية»، وقال إن حزب الاصالة والمعاصرة «أزعج بعض من كانوا يرغبون في استمرار سياسة التوافقات». بعد لحظات يظهر بيد الله مبتسما وهو يحمل هاتفه النقال، ليتجه صوب الهمة ويخبره بأن النتائج الأولية تشير إلى تقدم واضح للتراكتور في عدد من الطرق الانتخابية، ليخاطبه الهمة مازحا «إذن تحمل مسؤوليتك في ذلك». الأمين العام بيد الله حرص على الإدلاء ببعض النتائج التي تم التوصل بها، وأعلن أمام الحاضرين أن الانتخابات الجماعية بالنسبة لحزب الأصالة والمعاصرة مهمة لكنها ليست مصيرية، وأشار إلى أن الأجواء التي مرت فيها هذه الانتخابات تعطي صورة تقريبية عما ستكون عليه الاستحقاقات التشريعية، كما أضاف أن رواية حزب رجال الأعمال سقطت أمام الإحصائيات التي تؤكد أن 66 في المائة من مرشحي الحزب يدخلون السياسة لأول مرة. في حدود منتصف الليل غرق عدد من الحاضرين في مكالمات هاتفية طويلة لتتبع نتائج بعض مكاتب التصويت المركزية، ليختفي الهمة بعد ذلك مع كل من بيد الله وفيصل العرايشي فيما فضل وزير التربية الوطنية الذي حضر بجلباب قصير البقاء داخل الخيمة ومشاركة بعض الحاضرين الحديث. اسم الأصالة والمعاصرة الذي بدأ يتكرر أثناء إعلان النتائج الأولية من خلال القناة الأولى جعل البعض يصفق مهللا بموسم الحصاد، فيما صرح البعض بأن التسونامي الذي توعد به الحزب بدأ يجرف عددا من المقاعد. كواليس من سهرة الأصالة والمعاصرة < لم يحظ مصطفى الباكوري، المدير العام السابق لصندوق الإيداع والتدبير، بنفس الاستقبال الذي حظي به فيصل لعرايشي وبقي قرب باب المقر لمدة تناهز العشرين دقيقة منشغلا بحديث مع أحد الحاضرين قبل أن يغادر بسرعة. < عدد من الأسماء الفنية والرياضية حضرت مجتمعة إلى مقر الأصالة والمعاصرة من بينها بودربالة وبيضوضان إضافة إلى نعيمة سميح وابنها ومحمد الدرهم وحجيب وآخرين اتخذوا لهم مكانا داخل الخيمة البيضاء التي تم نصبها في حديقة المقر حيث وضعت شاشات بلازما لعرض النتائج. < كوثر بنحمو التي حضرت بلباس أسود يخفي ما أظهرته خلال الحملة تم التعامل معها كنجمة مشهورة حيث تسابق الحضور والصحافيون لالتقاط صور معها، فيما تحفظ بيد الله على أخذ صورة قبل أن يجد حيلة ذكية بإشراك آخرين معه. < الهمة حرص على استقبال الجميع بابتسامة عريضة دون أن تفارقه علبة سجائره وبين الفينة والأخرى كان يبتعد للرد على المكالمات الهاتفية قبل أن يعود ليشارك الحضور أجواء الترقب والانتظار.