في سابقة من نوعها وبتكتم شديد، يتواجد بتطوان وفد أمريكي تابع للسفارة الأمريكية بالرباط لمراقبة الانتخابات في المدينة، وأجواء الحملات الانتخابية ومموليها، إضافة إلى إنجاز تقارير خاصة حول مدى شفافيتها. وعلمت «المساء» من مصادر خاصة أن بين المبعوثين الأمريكيين، وفدا عن القسم السياسي التابع لمؤسسة «مبادرة الشراكة الأمريكية الشرق أوسطية وشمال إفريقيا»، وهي مؤسسة حكومية تعمل مع أصوات التغيير في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وانطلق الوفد في مراقبة أجواء الحملة الانتخابية، ومدى ملاءمة تمويلها مع الميزانية المخصصة من طرف الدولة للأحزاب وللمرشحين، كما أنها جمعت كل البيانات الصادرة من طرف عدد من الأحزاب والجمعيات المدنية، بخصوص اقتراع 12 يونيو، إضافة إلى التحقيق في الموارد المالية لبعض المرشحين لهذه الاستحقاقات. وأكد مصدر من المؤسسة ل «المساء» أن مجالات برامج مبادرة الشراكة الأمريكية الشرق أوسطية وشمال إفريقيا تهدف إلى «إجراء تحسين على الانتخابات النيابية والعمليات السياسية بغرض تطوير ممارسات ديمقراطية وأنظمة انتخابية، وتطوير مجتمع مدني وإصلاح الدفاع بغرض خلق ميول تكون أكثر عمومية ستسمح بأن يتم سماع أصوات ديمقراطية ضمن العملية السياسية»، مضيفا أن «هناك أمثلة على مشاريع مبادرة الشراكة الشرق أوسطية وشمال إفريقيا تتمثل في تعليم الناخبين ومراقبة الانتخابات والتدريب على حملات سياسية وتطوير قيادات شبابية وتشجيع إصلاحات قانونية واستقلال نظام قضائي». من جهتها أصدرت «اللجنة الوطنية لمحاربة الفساد» بيانا ثالثا حول ظروف الحملة الانتخابية، مسجلة خروقات انتخابية بمدينة مرتيل، حيث أشار البيان إلى أن «مرتيل سجلت عدة مظاهر للتقاتل الجماعي بلغت حد تسخير مرتزقة من وادلاو وأزلا مستعملين مختلف الأسلحة البيضاء». أما بتطوان، يقول البيان، فقد «شكل حي جامع مزواق محمية خاصة لأحد أباطرة المخدرات المحسوب على الحزب المتحكم في البلدية حيث مورست داخلها عدة اعتداءات على كل من ولجها من المنافسين». وعلاوة على ذلك، يقول بيان الجمعية باستعمال «عتاد الجماعة للشروع في حفر مواسير الصرف الصحي وإقامة الربط لشبكة الماء الشروب بحي المطار لكسب أصوات المستضعفين بهذا الحي ضدا على القانون»، وهذا ما جعل المواطنين، على حد قول البيان، «يتقززون من هذه الحملة الانتخابية ويشمئزون من الخوض في الحديث عنها، بل يزدادون إيمانا وقناعة بأن كل شيء مطبوخ مسبقا، الأمر الذي يبث اليأس والإحباط والعزوف». وفي مارتيل تدخلت قوات التدخل السريع لفض اشتباك بين «أنصار» حزبين كانوا بصدد شن حرب على بعضهم البعض مدججين بالسيوف والهراوات، حيث أسفر التدخل الأمني عن جرحى، واعتقال رجل أمن بزي مدني لم يتم التعرف على هويته إلا فيما بعد.