رشح حزب العدالة والتنمية عددا من النساء غير المحجبات ضمن لوائحه للانتخابات الجماعية المقرر إجراؤها يوم 12 يونيو الجاري، وهو الأمر الذي اعتبره بعض المحللين والملاحظين إشارة إلى طبيعة الحزب باعتباره حزبا سياسيا ذا مرجعية إسلامية، ومنفتحا على جميع شرائح المجتمع المغربي. ولا يعرف عدد هؤلاء النساء غير المحجبات بالضبط، إلا أن يظل محدودا ويقتصر على المدن الكبرى بالأساس مثل الدارالبيضاء والرباط. وقال لحسن الداودي، عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية ووكيل لائحة الحزب بمقاطعة حسان بالرباط، في اتصال مع «المساء»، إن حزبه منفتح على الجميع ويقبل في صفوفه حتى غير المحجبات. وأضاف قائلا: «نحن لا نعارض الحرية الفردية للأشخاص. ولا نفرض على النساء الملتحقات بصفوف الحزب ارتداء الحجاب. فهن حرات في اختياراتهن. هناك نساء لم يكن يرتدين الحجاب، ولما دخلن الحزب قررن بمحض إرادتهن ارتداءه». وتوجد ضمن لائحة حزب العدالة والتنمية التي يتولى قيادتها لحسن الداودي، امرأة غير محجبة تدعى نادية أولهري التي تعمل كمحامية. وأشار لحسن الداودي إلى أن «نادية أولهري مناضلة داخل صفوف حزب العدالة والتنمية منذ أكثر من ثلاث سنوات». وأضاف: «لقد اختارت أن تكون مشاركتها نضالية في الانتخابات. إنها نموذج في التضحية والنضال». وتوجد امرأة غير محجبة داخل لائحة حزب العدالة والتنمية التي يوجد على رأسها رضى بنخلدون القيادي بالحزب. كما ذكرت مصادر من حزب العدالة والتنمية بالدارالبيضاء أن الحزب رشح امرأة غير محجبة في الاقتراع الفردي بمديونة وهي سعاد الركاني، ورشح أيضا امرأة أخرى غير محجبة في اللائحة الإضافية وهي زينب بن زيني. واعتبر محمد ضريف، أستاذ العلوم السياسية والمتخصص في شؤون الحركات الإسلامية المغربية، أن مسألة ترشح نساء غير محجبات في لوائح حزب العدالة والتنمية ترتبط بمعطيين أساسيين: المعطى الأول يتعلق بتحديد وضعية حزب العدالة والتنمية والمعطى الثاني يرتبط بتحديد توجهات الحزب. فبخصوص النقطة الأولى، يعتقد محمد ضريف أن حزب العدالة والتنمية قبل تفجيرات الدارالبيضاء يوم 16 ماي 2003، كان يقدم نفسه على أنه حزب سياسي إسلامي، في حين أنه بعد تلك الأحداث، أصبح يقدم نفسه على أنه حزب سياسي بمرجعية إسلامية. بمعنى أن حزب العدالة والتنمية هو حزب سياسي يمكن أن يضم في صفوفه أي مغربي بغض النظر عن مدى التزامه بمقتضيات الشريعة الإسلامية. أما النقطة الثانية فتتعلق بتحديد توجهات حزب العدالة والتنمية، بمعنى آخر هل يستهدف الحزب المتدينين أم يستهدف كافة شرائح المجتمع المغربي. وأضاف ضريف أن اختيار حزب العدالة والتنمية أن يرشح ضمن لوائحه نساء غير محجبات هو إشارة مفادها أنه حزب سياسي يتعامل مع كل المغاربة.