رفعت فنزويلا مؤخرا وتيرة دعمها لجبهة البوليساريو. آخر مبادرة في هذا السياق، هي الزيارة الأخيرة التي قام بها وفد حكومي فنزويلي لمخيمات تندوف، التقى خلالها بمسؤولين قياديين في جبهة البوليساريو. وتكون الوفد من عمار جبور، المقرب من الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز وجينيفر غيل نائبة وزير التعليم وميشيل موخيكا سفير فنزويلا لدى البوليساريو. وأطلق أعضاء الوفد الفنزويلي من تندوف تصريحات معادية للوحدة الترابية للمغرب واصفينه ب«البلد الذي يحتل أرضا ويمارس كل أشكال القمع ضد الشعب الصحراوي». ولم تتوقف هجومات الوفد الفنزويلي على المغرب عند هذا الحد، بل وصلت إلى التكهن بما أسمته «قرب انتصار المقاومة اليومية للشعب الصحراوي». غير أن المثير في هذه القضية، حسب مصدر مطلع، هو أن الوفد الفنزويلي اختار التجول في الصحراء إلى أن وصل إلى المنطقة العازلة واجتاز الجدار الأمني دون أن يتحرك المسؤولون المغاربة للرد على هذه الخطوة. وزير الخارجية الطيب الفاسي الفهري بدروه التزم الصمت في قضية التصريحات التي أطلقها عضو الكونغريس الأمريكي دونالد باين، عندما قال بمدريد الأسبوع الماضي «إن الشعب الصحراوي يتمتع بحق تقرير مصيره عبر تنظيم استفتاء من أجل اختيار مصيره بشكل ديمقراطي وحر»، مشيرا إلى أن «مواثيق الأممالمتحدة تكفل للشعب الصحراوي حق تقرير مصيره». وفاجأ دونالد باين الجميع عندما أكد أن «المجموعة الأمريكية لمساندة الشعب الصحراوي» سوف «تستمر في مساندة القضية الصحراوية وممارسة الضغوط على الحكومة الأمريكية لدعم حق الصحراويين في تقرير مصيرهم طبقا للقوانين الدولية»، داعيا هذه المجموعة إلى ضرورة «خلق حركة مساندة لهذه القضية في أوروبا». يذكر أن جمهورية غينيا بيساو ألغت قرارها الذي أصدرته في مارس 1997 الخاص بسحب اعترافها بالبوليساريو، فيما قرر المغرب لأول مرة ربط علاقات ديبلوماسية وتبادل السفراء مع جمهورية «بالاوس» التي لا يتجاوز عدد سكانها 21.000 نسمة.