اعتقل الدرك الملكي بسرية أزمور مدير دار الطالب بجماعة اثنين هشتوكة بعد التوصل بشكاية من الجمعية الخيرية المسيرة لذات المؤسسة تتهمه فيها بالاعتداء جنسيا عل طفل قاصر. الشكاية اعتمدت على رواية وحيدة جاءت على لسان الطفل القاصر البالغ من العمر 13 سنة والذي يقيم بالمؤسسة التي أودعه بها جداه المسنان، حيث إن والده يقيم بالبيضاء وأمه المطلقة مهاجرة بالديار الإسبانية. الشكاية تتحدث عن كون الجمعية اتخذت قرارا بإخلاء المقر من تسعة وخمسين طفلا بدعوى وجود تسرب مائي يتطلب إصلاحات فورية، حيث حكى الطفل أنه بعد مغادرة زملائه المؤسسة لم يتسن له ذلك لوجود جديه بمنطقة الولجة البعيدة نوعا ما عن مقر المؤسسة، فقرر المبيت حتى الصباح، وبأن المدير هو من طلب منه أمام رئيس الجمعية أن يستقبله تلك الليلة ببيته العائلي وسط زوجته وبنتيه، ليعدل عن الفكرة ويتركه يبيت بمقر المؤسسة, حيث يحكي الطفل أن المدير انفرد به هناك وهدده بسكين طويل، ثم خلع عنه ملابسه ومارس عليه الجنس بالقوة. وفي اليوم الموالي قام الجدان وبإيعاز من الجمعية بإبلاغ قائد الملحقة والدرك بالواقعة، فأعطيت الأوامر من النيابة العامة بوضع المدير تحت الحراسة النظرية. «المساء» انتقلت إلى عين المكان، حيث لم تجد سوى بضعة أطفال دلونا على البواب «ابا امحمد» والطباخة «امي خديجة» واللذين صرحا بأنهما مذهولان من هول ما سمعا عن المدير، وأكدا أنهما عاشرا الرجل منذ ثلاث سنوات أي طيلة فترة مسؤوليته على رأس المؤسسة ولم يلاحظا عليه ما يثبت أنه يتحرش بالأطفال. رئيس الجمعية، عبد الرحيم وقاصي، ما إن علم بوجودنا حتى حضر بسرعة مصحوبا بجميع مكونات مكتبه التنفيذي، لتؤكد أن المدير أجبر الطفل على ممارسة الجنس، وهو ما أكدته شهادة الطبيب الذي سلم للصغير شهادة طبية حددت مدة العجز فيها شهرا كاملا. وعن سؤال عن المدة التي قضاها الرئيس إلى جانب المدير بالمؤسسة، أكد أنها تصل إلى سنتين وزعم أن المدير سبق له وأن كان يعاني خللا عقليا وهو مدمن على شرب الخمر، أما بخصوص التحرش بالأطفال فلم يتوصل بأية شكاية بخصوص ذلك. وعن وجود خلافات بين الجمعية والمدير دفعت به إلى زيارة مدير التعاون الوطني بالجديدة قبل يومين من الحادث مطالبا إياه بتنقيله، أكد حقيقة هذه الواقعة ولم ينفها. «المساء» انتقلت إلى منزل المدير المتهم، حيث وقفت على جو التلاحم بين زوجته وبنتيه المحاطين بالجيران وبأطفال الحي في تجمع للتعبير عن تضامنهم ومآزرتهم للعائلة، فقد صرحت الزوجه أنها متزوجة من المدير منذ 14 سنة وأنجبت منه بنتين وسبق لها أن اشتغلت معه بمؤسسة خيرية بالرباط، وأكدت أن ما يعانيه زوجها الآن هو نتيجة تقرير أنجزه يدين فيه الجمعية ويقف خلاله على مجموعة من الخروقات وجهت نسخ منه إلى الدوائر المسؤولة، ومنذ إقدامه على ذلك وهو يعاني الأمرين مع رئيس الجمعية. تقول: زوجي طالب بإعفائه من المهام تهربا من بطش رئيس الجمعية، وتضيف، فجماعة هشتوكة صغيرة ولو كان زوجي فعلا يتحرش بالأطفال لانفضح أمره منذ ثلاث سنوات، وأضافت هل أنا غبية إلى هذا الحد لدرجة ألا أعرف حقيقة زوجي بعد كل هذه المدة التي عاشرته فيها، فلو كان عندي أدنى شك في شذوذه لكنت أنا أول من تبرأ منه. فهذه فبركة لملف ضد زوجي، ابنتي معاقة وزوجي هو معيلنا الوحيد هم يريدون الانتقام منه بأي وجه كان. وأضافت أن رئيس مركز درك أزمور أهانها عندما طردها وقال لها «راجلك والله ما يخرج من الحبس سيري فحالك راجلك غيتفضح في الإذاعة والجرائد».