أعلنت مصالح الأمن، أمس الثلاثاء، عن تفكيكها لخلية إرهابية كانت في طور التشكل، تتكون من ثمانية إسلاميين متطرفين. وحسب قصاصة لوكالة المغرب العربي للأنباء، التي عممت النبأ، فإن هذه الخلية كانت تنشط في مدن مختلفة بالمملكة وتخطط لتنفيذ اعتداءات. وكشف 3 أشخاص تم إخلاء سبيلهم مؤخرا، بعدما احتجزوا للاشتباه في انتمائهم إلى إحدى الخلايا الإرهابية، عن وقائع مثيرة تتعلق بحالات الاختطاف التي تحدث عنها فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالعيون الأسبوع الماضي، والتي همت كلا من كلميم وبوجدور وأكاديروالعيون ومراكش، غالبية المختطفين فيها طلبة ومعطلون. وأكد مصدر من فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالعيون أن التلميذ رزقي ياسين، الذي اقتيد الأربعاء الماضي من قبل مجهولين إلى وجهة غير معلومة بينما كان يتجه صوب منزله بالعيون، أن مختطفيه تخلصوا منه ليلا بالقرب من المحطة الطرقية أولاد زيان، مشيرا إلى أن مجهولين حملوه على متن سيارة من نوع «بارتنر» بعد تعصيب عينيه وتصفيد يديه لينطلقوا به نحو اتجاه مجهول وعلى مدار مسافة يوم بكامله، ليتم إدخاله إلى مكان لم يتعرف عليه، حيث خضع لسلسلة من التحقيقات طيلة المدة التي تواجد بها في ذلك المكان. وتركزت أسئلة المحققين حول انتمائه الديني والسياسي وحول مدى إيمانه بالجهاد ونصرة المظلومين، كما تعاقب على استنطاقه عدد من الأشخاص ظلوا يرددون على مسامعه نفس الأسئلة. ويرجح المفرج عنه أن يكون مختطفوه قد اقتادوه إلى معتقل تمارة التابع لمديرية مراقبة التراب الوطني، لكن وبحكم أنه تم تعصيب عينيه فإنه لم يستطع التعرف على عدد وهويات الأشخاص الذين تعاقبوا على استنطاقه، إلى أن فوجىء، بعد مرور أيام، بحمله مجددا وهو معصب العينين، حيث توقفت السيارة التي تحمله ليخبره أحد راكبيها بأنه قرب المحطة الطرقية أولاد زيان بمدينة الدارالبيضاء، وتطوع أحدهم وقام بحجز تذكرة سفر له قبل أن يمنحوه ظرفا به مبلغ مالي وأمروه بأن يتجه إلى المحطة لركوب الحافلة التي ستقله إلى أكادير، ومن هناك عليه أن يستقل حافلة أخرى للذهاب إلى العيون، وقبل أن يزيلوا عن عينيه العصابة أمروه بالنزول من السيارة دون أن يلتفت إلى الوراء، لتنطلق السيارة مسرعة، بحيث لم يستطع تحديد نوعها بحكم عدم قدرته على تمييز الأشياء لأن العصابة لم تنزع عن عينيه منذ ليلة اختطافه. من جهة أخرى، ذكرت عائلة لحسن زهيد، المجاز العاطل المنحدر من مدينة بوجدور، الذي سبق أن تم اقتياده من المدينة ليلة الأربعاء الماضي، أنه تم الكشف عن مصير ابنها بنفس الطريقة التي أوردها سالفه. وأضاف المصدر ذاته أنه بعد نقله إلى مكان بعيد عن بوجدور، خضع لسلسلة من التحقيقات من طرف أشخاص متعددين حول انتمائه إلى جماعات دينية داخل بناية يجهلها بحكم بقائه طيلة مدة احتجازه معصب العينين، وبعد أيام فوجىء بحمله في سيارة وهو معصب العينين، انطلقت به لمسافة طويلة، حيث تخلص منه مختطفوه بعد نزع العصابة عن عينيه ليأمروه بعدم الالتفات إلى الوراء. وقد ظل تائها ولم يستطع تحديد مكان تواجده إلا بعد أن اكتشف أنه يتواجد قرب منزل عمته بمدينة أكادير. وتتعلق الحالة الثالثة بمعطل مجاز ينحدر هو الآخر من مدنية بوجدور، وتم التخلص منه بمدينة الدارالبيضاء بعد أن خضع لسلسلة من التحقيقات دارت حول نفس الموضوع، وبعد مكوثه خمسة أيام فوجىء بحمله في سيارة وهو معصب العينين كذلك، انطلقت به لمسافة طويلة، حيث تخلص منه مختطفوه بعد نزع العصابة عن عينيه ليأمروه بعدم الالتفات إلى الوراء. وقد جاءت هذه التطورات في الوقت الذي أورد فيه التقرير الدوري الرابع الذي أعدته الحكومة حول تنفيذ تعهداتها بمقتضى اتفاقية مناهضة التعذيب لدى لجنة الأممالمتحدة لمناهضة التعذيب أن موظفي مديرية مراقبة التراب الوطني المعروفة اختصارا بDST لا يتوفرون على صفة ضباط الشرطة القضائية ولا يمارسون مهام هذه الأخيرة، وبالتالي لا يحق لهم اعتقال واقتياد المواطنين.