وجه الحزب الجديد لنجيب الوزاني، العهد الديمقراطي، ضربة قوية لحزب الحركة الشعبية بمنطقة الغرب، حين فتح أبوابه لاستقبال أزيد من عشرين عضوا من حزب السنبلة، منهم مفتش دائرة مدينة سيدي سليمان بوعزة اشبرق، الذي انتقل إلى جانب عدد من زملائه إلى حزب الوزاني الذي حضر، يوم الخميس الماضي، على عجل إلى حاضرة قبائل بني احسن للاحتفال بالمنتمين الجدد لحزب العهد الديمقراطي. ويعتبر هذا الانتقال الجماعي لهؤلاء الأعضاء، الذين بلغ عددهم 28 عضوا، إلى حزب الوزاني ضربة موجعة بالنسبة لحزب الحركة الشعبية، الذي حافظ طيلة السنوات الماضية على وجود محترم بالمدينة، حسب الحسناويين، في الوقت الذي ما يزال فيه كل من حزب الاتحاد الاشتراكي وحزب الاستقلال يسيطران على أغلبية مقاعد مجلس المدينة. بالمقابل يعتبر هذا «الترحال الجماعي» مكسبا مهما بالنسبة لحزب الوزاني الفتي، وهو المكسب الذي لم يكن يحظى به حتى حزبه السابق «العهد»، حيث ظل غائبا بصفة مطلقة عن المنطقة ككل. وألقى بوعزة اشبرق، مفتش حزب الحركة سابقا والمستشار بمجلس مدينة سيدي سليمان منذ عدة سنوات، والذي يحظى بشعبية كبيرة بالمنطقة، باللائمة على قيادة الحركة التي اتهمها ب»الارتباك»، وعدم الاهتمام بأعضائها الذين كرسوا سنوات من عمرهم من أجل النضال داخل الحزب، في الوقت الذي يولون فيه اهتماما كبيرا بعناصر لم تنتم للحزب إلا مؤخرا. وأضاف اشبرق، الذي كان يتحدث إلى «المساء»، أن حزب أحرضان انشغل كثيرا بمسألة الاندماج مع الحزبين الآخرين، الحركة الوطنية الشعبية والحزب الوطني الديمقراطي، وهو ما جعله يغض الطرف عن «المناضلين الحقيقيين»، مشيرا إلى أن كل الإجراءات تم اتخاذها للانتقال إلى العهد الديمقراطي من أجل خوض الانتخابات المقبلة باسمه، وهو ما تم إبلاغ السلطات به. وكان نجيب الوزاني أشار في حوار سابق مع «المساء»، إلى أنه انطلاقا مما وصفه ب«مبادئ» حزبه الجديد، لن يمنحوا التزكية إلا لمن يؤمن بها، وليس لكل من هب أو دب ويريد فقط تزكية من هذا الحزب أو ذاك، كما أكد على أن الحزب لن يكون قَطعا حزبا احتياطيا للأحزاب الأخرى بإمكان من يشاء أن يستبدله بحزب آخر وقت ما شاء. إلى ذلك، لم يستغرب سعيد أمسكان، الناطق باسم الحركة الشعبية، مما نعته ب«مثل هذه التصرفات»، في إشارة إلى انسحاب أعضاء من حزبه، وإن أكد عدم علمه بهذا الحادث الذي يخص مناضلي الحزب بمنطقة الغرب، مشيرا في نفس السياق، إلى أن مثل تلك «التبريرات» المقدمة من طرف بعض الأعضاء المنسحبين لا تستند إلى أساس، وأضاف متسائلا: أين كان هؤلاء الأعضاء سنة 2006 أثناء عقد مؤتمر الاندماج؟ قبل أن يخلص القيادي الحركي إلى أن واقع الانتخابات ببلادنا هو ما يميز المناضل الحقيقي عن غيره، بحيث تختلف ردود الفعل إزاء اختيار لوائح الانتخابات، في الدوائر الانتخابية التي تأخذ بها، في الوقت الذي لا يطرح هذا المشكل في الدوائر التي تتم فيها الانتخابات بالنظام الفردي.