بينما يستعد قادة مجموعة من الأحزاب الصغيرة التي قررت الاندماج في الحزب الذي يعتزم فؤاد عالي الهمة تأسيسه، حل أحزابهم تمهيدا للدخول في الحزب الجديد، تسود حالة من الغليان في صفوف مجموعة من الأحزاب التي فقدت مستشارين بالغرفة الثانية، والذين التحقوا بفريق الأصالة والمعاصرة الذي تشكل الأسبوع الماضي بمجلس المستشارين. ولم تخف العديد من المصادر أن التحاق عدد من مستشاري أحزاب الأحرار والحركة الشعبية مثل ضربة قوية لهذه الأحزاب، التي كانت تفكر في التحالف مع حزب الهمة بعد إنشائه. واستغربت مصادر من الحركة الشعبية كيف يضم فريق الأصالة والمعاصرة مستشارين من أحزاب يسعى الحزب الجديد للتحالف معها، أكثر من ذلك فإن قنوات الحوار مفتوحة بين الجانبين من أجل دعم التعاون والتحالف. إلى ذلك، اعتبر محمد الأبيض، الأمين العام لحزب الاتحاد الدستوري، أن رغبة عالي الهمة في تأسيس حزب كان لابد من أن تسبقها خطوات أخرى كتأسيس الفريق البرلماني، وهذا أمر إيجابي. وقال الأبيض في تصريح ل«المساء» إن الأحزاب التي خلقت الفريق في مجلس النواب هي نفسها التي خلق الفريق في مجلس المستشارين، أما بالنسبة إلى المستشارين المنتمين إلى الحركة الشعبية – يضيف- فإن وضعيتهم كانت استثنائية، حيث كانت لهم مواقف معروفة، وكانوا منفصلين عن الحركة ولم يكونوا يصوتون معها، مشيرا إلى أن تحالف الأحزاب لا يمكن إلا أن يكون إيجابيا، عكس ظاهرة الترحال التي تضر بالمشهد السياسي. وأكد أن حزبه لا يمانع في التنسيق مع حزب الهمة من أجل دعم العمل على خلق قطب سياسي كبير لتجاوز حالة الشتات، خاصة وأن هذا الحزب –يضيف الأبيض- سيضم أقطابا تنتمي إلى عائلات سياسية مختلفة. من جهته، قال عبد الله القادري، الأمين العام للحزب الوطني الديمقراطي، إن حزبه حسم في مسألة التحالف مع حزب الهمة. وأكد القادري في تصريح ل»المساء» أن مسألة الحزب ستناقش في مرحلة لاحقة بعد استشارة القواعد. من جهته، قال نجيب الوزاني، الأمين العام لحزب العهد، إن الهمة قدم لحزبه عرضا سياسيا يدعو إلى اندماج الأحزاب المكونة لفريق الأصالة والمعاصرة في إطار حزب واحد. وأشار الوزاني إلى أن هذا العرض السياسي تعامل معه حزب العهد إيجابيا، لكن القرار الأخير يبقى بيد اللجنة المركزية، التي ستعقد اجتماعها الأسبوع المقبل للحسم في الموضوع. واعتبر الوزاني أن تجميع مجموعة من الأحزاب الصغيرة في إطار حزب واحد هو أمر جد إيجابي، لأنه سيضع حدا لحالة الشتات التي تعرفها الخريطة السياسية، مشيرا إلى أن لجنة تحضيرية من الأحزاب المندمجة هي التي ستشرف على موضوع الاندماج.