هي واحدة من الساحات القليلة بجهة الدارالبيضاء التي يتم فيها تنظيم مجموعة من الأنشطة الترفيهية، إلا أنه راج، مؤخرا، خبر عن عزم السلطات تحويلها إلى "باركينغ" لاحتواء أزمة ركن السيارات في وسط المدينة، خاصة أن موقعها الجغرافي قريب جدا من المسرح الكبير الذي تعتزم سلطات المدينة إحداثه في السنوات القليلة المقبلة. المقصود هنا هو ساحة "نيفدا"، فهذه الساحة التي تعتبر من الساحات القليلة وسط مدينة الدارالبيضاء تحولت في أربع سنوات الماضية إلى فضاء يمارس فيه شباط وسط المدينة كرة القدم، حيث لم تعد تخلو من تنظيم مباريات لكرة القدم بين شباب المنطقة، وفي الأيام الأخيرة راج خبر صدم العديد من هؤلاء الشباب، وهو المرتبط بتحويلها إلى "باركينغ" وذلك يعني حرمانهم من هذا الفضاء المفتوح. ولاية الدار البيضاء لم تتردد في التأكيد على أن مشروع "نيفدا" لا يهدف إلى تحويل الساحة إلى باركينغ، وعلمت "المساء" أن عملية تهيئة هذا الفضاء تندرج في إطار مشروع إعادة تأهيل حديقة الجامعة العربية ومشروع بناء المسرح الكبير للدار البيضاء. ويهدف المشروع بالأساس إلى حذف جزء كبير من مواقف السيارات، خصوصا المواقف العشوائية التي تحتل الرصيف وجانبا مهما من الفضاءات الخضراء بالمنطقة. وحسب بلاغ من ولاية الدار البيضاء، توصلت "المساء" بنسخة منه، فإن عملية إعادة التهيئة ستمكن من بناء موقف للسيارات تحت أرضي يتسع ل750 سيارة وإعادة تأهيل الساحة (وليس تحويلها إلى باركينغ) من خلال إحداث فضاء للتزلج ( skate park) وفضاءات للترفيه وفضاء كبير لتنظيم التظاهرات الثقافية والرياضية مغطى أو في الهواء الطلق. وأكد البلاغ ذاته أن تهيئة ساحة محمد الخامس في إطار بناء المسرح الكبير، ستمكن أيضا من استقبال واستضافة المهرجانات والتظاهرات الموسيقية. وتعتبر ساحة "نيفدا" وساحة محمد الخامس من الساحات القليلة في وسط مدينة الدار البيضاء، ويتم فيهما، في العديد من المناسبات، تنظيم أنشطة فنية وثقافية. وكانت العديد من الأوساط الجمعوية في الدار البيضاء رفضت بشكل قاطع المس بساحة "الحمام"، التي ستتم إعادة تهيئتها في إطار مشروع المسرح الكبير، مؤكدة أنه لا يمكن السماح بالمس "بالنافورة" التي توجد وسط الساحة، على اعتبار أنها تشكل ذاكرة جماعية بالنسبة إلى البيضاويين، وتم تنظيم العديد من الوقفات الاحتجاجية ضد هذه الخطوة، ما جعل سلطات المدينة تؤكد من حين إلى آخر أن الأمر لا يتعلق "بإعدام" "النافورة" ولكن فقط تحويلها، لأن القضية تتعلق بإعادة تهيئة هذه الساحة. وشدد متتبعون كثيرون في الدار البيضاء، في مناسبات كثيرة، وخاصة أثناء تنظيم المهرجات على ضرورة التفكير في إحداث ساحات كبرى في المناطق المفتوحة حاليا في وجه التعمير، لأن هذه الساحات تسمح بتنظيم الملتقيات والمهرجات، مؤكدين أنه كان من المفروض أن تتوفر كل منطقة على ساحة خاصة بها.