غادر نبيل مسلوب الملعب متأثرا بإصابة غامضة بعد أن هوى على الأرض في مشهد مخيف أعاد إلى الأذهان إصابات الملاعب المرعبة، شعر لاعب وسط ميدان الرجاء البيضاوي باختناق نفسي رهيب ودخل في غيبوبة امتدت لبضع ثوان، رفع زملاؤه أكف الضراعة إلى الله وظل لاعبو الوداد يمسكون رؤوسهم خوفا من الفاجعة. غادر مسلوب الملعب مكرها، كان يصر على استكمال المباراة رغم حالة الإجهاد البادية عليه، لكنه سرعان ما قبل بقرار المدرب والتحق بمستودع الملابس. في حواره مع «المساء» فور التقاط أنفاسه، أكد نبيل أن ما حصل هو مجرد تراكمات نفسية، وأضاف أنه يعاني من ضغط رهيب. - ماذا حصل لك بالضبط؟ < لا أدري ماذا حصل بالضبط كل ما في الأمر، أنني شعرت باختناق نفسي نتيجة الضغط الرهيب الذي عانيت منه طيلة المباراة بل وقبلها، تعلم أنني إنسان أتأثر بسهولة، وحين يكبر الضغط أجد نفسي عاجزا عن التخلص من الاختناق، وفي مباراة الديربي كنت عازما على الانتصار وحسم أمر اللقب مبكرا، كنت في قمة لياقتي حتى وأنا في كرسي البدلاء كنت أصيح بأعلى صوتي على زملائي كي يضاعفوا جهودهم، بل إن صيحاتي استنفدت مني جهدا كبيرا، صدقني عيبي الكبير أنني لا أقبل الخسارة خاصة إذا تعلق الأمر بمباراة ديربي. - قلت إنك كنت تعيش حالة اختناق بسبب ارتفاع درجة الضغط ما السبب؟ < السبب هي الكتابات الصحفية الأخيرة التي وصفتني باللاعب «الشياش»، لقد وصل الأمر إلى حد وصفي بأقبح النعوت، شخصيا لا أعرف ما هي دوافع هذا الهجوم الصحفي علي، علما أنني أتعامل بشكل جيد مع الصحفيين ألبي جميع مطالبهم ولا أتردد في الرد على تساؤلاتهم مهما كانت الظروف، والأغرب في هذا الهجوم الإعلامي أن أحد الصحافيين كتب مقالا يدعي فيه بأنني أفرغت أختي من المنزل كي يخلو لي الجو لممارسة هواية «التشياش»، وهذا كلام لا يستند إلى أي أساس. - لك الحق في تكذيب الخبر، لماذا لم تلجأ إلى هذه المسطرة؟ < أنا لاعب كرة قدم أقتات من الكرة وليس لي مورد رزق آخر سواها، لماذا سأفقد تركيزي وأدخل في جدال عقيم مع صحفي لم يكلف نفسه عناء الاتصال بي لاستفساري في مثل هذه الأشياء قبل صدور المقال، أريد أن أرد على الصحافيين ميدانيين بتسجيل الأهداف. - هل مشكلتك مع الصحافيين وراء حالة الانهيار الذي تعرضت لها في مباراة الديربي؟ < الصحافة فقط التي كانت مصدر قلقي، بل أيضا الحكام أيضا، فحكم مباراتنا اليوم أمام الوداد، رفع درجة الغضب لدينا، وجعل التوتر سائدا بيننا، بتحكيم نزيه وصحافة موضوعية ونزيهة يمكن أن نتحدث عن إقلاع رياضي. - التحكيم هل تقصد الحكم الرويسي الذي قاد الديربي؟ < نعم لقد منحني بعد دخولي مباشرة بطاقة صفراء، معناه أنني سأتخوف من الحصول على إنذار آخر يضعني خارج الملعب، علما أن فريقي لعب المباراة بنقص عددي، لهذا فأنا أحمله جزءا من الضغط الذي حصل لي في المباراة. - أغمي عليك في الجولة الأولى، من المباراة ورفضت استبدالك بتاج الدين لماذا؟ < حين أغمي علي معناه أنني فقدت الوعي خلال عدة ثواني، وحين استرجعت وعيي وجدت أمامي زميلي تاج الدين، اعتقدت أن المدرب بصدد إجراء تغيير بعد أن سقطت أرضا، لهذا كنت أحاول أن أطمئنه بأنني جاهز لمواصلة المباراة وأنني في كامل لياقتي، لكن بعد مرور دقائق تبين لي أن نصيحة الطبيب هي الحل وفسحت المجال للبديل. - بماذا نصحك الطبيب؟ < طمأنني على حالتي الصحية، وسلمني أقراصا مهدئة، وبالمناسبة أشكر الطاقم الطبي للرجاء والوداد والجمهور على مساندته لي في محنتي، كما أشكر زملائي اللاعبين خاصة أرمومن الذي تأثر كثيرا بالحادث. - لماذا لم يقحمك روماو منذ بداية المباراة؟ < هذا سؤال يملك روماو الرد عليه، لكن ما يمكن قوله هو أنني شعرت بالغضب حين وضعني المدرب على كرسي البدلاء، لأنني لعبت كأساسي أزيد من 28 مباراة هذا الموسم، وكنت ألمس في نفسي القدرة على خوض المباراة من بدايتها قبل أن أفاجأ بهذا الاختيار الذي يتحمل المدرب كامل المسؤولية فيه. -الهزيمة أمام الوداد جعلت أمر اللقب متعلقا بالمباريات القادمة، هل تتخوف من فقدان الرجاء للقب؟ < صدقني إذا قلت لك أن حلم اللقب لازال واردا رغم الهزيمة أمام الوداد، وإذا ضاع اللقب من الرجاء لا قدر الله، فإنني سأعتزل الكرة بصفة نهائية، لأنه لا يعقل أن يضيع مجهود عام كامل في دورات قليلة. - سبق أن تعرضت لإصابة مماثلة حين كنت معارا للدفاع الجديدي؟ < لا ليس نفس المشكل، مع الدفاع الجديدي غضبت بسبب تدخل أحد مسيري الفريق الدكالي، الذي قال لي حين كنت أغادر الملعب بعد مباراة ودية، إنني أكلف الفريق 30 مليون سنتيم فجاء رد فعلي غاضبا، لكن في الأخير أصبحت علاقتي به جيدة.