يكاد يكون عيسى حياتو، رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم نسخة مكررة من جوزيف بلاتر، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، فهما وجهان لعملة واحدة. هما اللذان اختارا أن يديرا عالم كرة القدم ب»الحديد والنار» وأن يقطعا رأس كل من فكر في الاقتراب من كرسي الرئاسة، لكن من هو عيسى حياتو؟ وكيف يجد الرجل العجوز الوقت الكافي للاستشفاء من المرض المزمن الذي يلازمه منذ سنوات وتدبير شؤون الكرة في قارة تئن تحت وطأة المشاكل التي لا حصر لها؟ وكيف أمكن للرجل الذي يطل على العقد السابع من عمره أن يكون على هذا القدر من المهارة والدهاء الذي يجعله يمسك بكل خيوط اللعبة بين أصابعه؟ كما أن بلاتر جاء إلى كرة القدم بعد أن درس الاقتصاد والتجارة وعمل في العلاقات العامة واشتغل قليلاً في مجال الصحافة، فإن عيسى حياتو، قدم إلى كرة القدم، لكن بعد أن كان لاعبا لكرة السلة. ولد رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم يوم 9 غشت من العام 1946 في مدينة جاروا بالكاميرون. آنذاك كان العالم خرج لتوه من الحرب العالمية الثانية، لكن مع ذلك وجد الفتى لنفسه متسعا من الوقت لممارسة الرياضة، حيث مارس كرة السلة، قبل أن ينضم وعمره لا يتعدى 18 إلى منتخب بلاده، الذي دافع عن ألوانه طيلة سبع سنوات، بل كان ضمن التشكيل الذي خاض نهائيات الألعاب الإفريقية ببرازافيل. بعد ذلك تبوأ حياتو العديد من المناصب الهامة في الاتحاد الكاميروني، ففي عام 1974 تولي منصب الأمين العام للاتحاد الكاميروني، ثم تولى منصب مدير الشئون الرياضية في وزارة الشباب والرياضة الكاميرونية خلال الفترة (1983- 1986م). وفي سنة 1986 أصبح رئيسا للاتحاد الكاميروني، قبل أن يصبح سنتين فقط بعد ذلك، رئيسا للاتحاد الافريقي، وهو المنصب الذي استمر فيه إلى اليوم. يُعرف عن عيسى حياتو أنه كان دائما الرجل المثير للانتباه، فهو كثير الحماس وواثق من نفسه، وأيضا متغطرس وعنيد. قبل عامين أعيد انتخاب عيسى حياتو على رأس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم لولاية سابعة إثر انعقاد الجمعية العمومية 35 للاتحاد في مراكش بالمغرب. حينها كان حياتو، المرشح الوحيد لخلافة نفسه، وكما يفعل بلاتر، فإن عيسى حياتو وعد بان تكون الولاية السابعة التي تنتهي عام 2017، الأخيرة له. وقال في ختام كأس الأمم الإفريقية الأخيرة في جنوب افريقيا:»لا يوجد تحديد لعدد ولايات الرئيس، والمانع الوحيد هو بلوغ سن السبعين وأنا الآن في السادسة والستين. أستطيع أن أترشح وهذه المرة ستكون الأخيرة، ولن نغير القواعد والقوانين». وأضاف «كنت أريد ترك المنصب، لكن فريقي أرغمني على البقاء». ليكون الأمر أكثر دقة يجب الانتباه إلى أن حياتو لم يكن المرشح الوحيد لخلافة نفسه، لكنه فعل كل شئ ليصبح كذلك، فقد كان جاك انوما، الرئيس السابق لاتحاد اللعبة في ساحل العاج ينوي ترشيح نفسه، لكنه لم يستطع القيام بذلك بعد تعديل تم اعتماده قبل أربعة أشهر من موعد المؤتمر، حيث نص التعديل على أن يقتصر الترشيح على الأعضاء الحاليين او السابقين للجنة التنفيذية. أليس بين حياتو وبلاتر الكثير من الشبه، فالأول قطع الطريق على كل منافسيه بينما الثاني، أوقف القطري محمد بن همام مدى الحياة، فقط لأنه فكر في الترشح ضده وأرغم ميشال بلاتيني، رئيس الاتحاد الأوروبي، على التراجع عن الترشح لانتخابات رئاسة «الفيفا» القادمة رغم أنه ظل يصرّح بأنه «الوحيد القادر على الإطاحة ببلاتر». يشترك الرجلان أيضا في أنهما العجوزان اللذان يواجهان كما كبيرا من الضغوط والأزمات والمشاكل وسيلاً من الخصوم، دون أن يتأثرا بما حولهما.