طيلة سنوات، ظل بعض المراقبين للشأن المحلي البيضاوي يؤكدون أن من بين العوائق التي تحول دون الرفع من حجم التنمية في العاصمة الاقتصادية عدم الاهتمام بالشريط الساحلي للمدينة، وأنها، أي الدارالبيضاء، تدير ظهرها إلى البحر. ورغم أن السلطات العمومية حاولت، قبل سنوات قليلة أن تعيد بعض الاعتبار لساحل شاطئ عين الذئاب، الذي يعد واحدا من الشواطئ التي يقبل عليها البيضاويون كثيرا، إلا أن الشواطئ الأخرى ظلت تعاني نقصا مهولا، وهو الأمر الذي دفع إلى التفكير في ضرورة إعادة الروح للعديد من الشواطئ، وذلك بتخصيص مبلغ 700 مليون درهم. وعلمت "المساء" أن المشروع الذي يهدف إلى تهيئة الشريط الساحلي، والذي يعد ضمن مشاريع مخطط تنمية الدار البيضاء الكبرى 2015 -2020 يهدف إلى إنشاء وحماية الحواجز وتعبيد الطرق والممرات والأرصفة والإنارة العمومية وغرس مساحات خضراء وأشجار، وستساهم في هذا المشروع وزارة الداخلية بمبلغ 450 مليون درهم والجماعة الحضرية للدار البيضاء ب100 مليون درهم والجماعة الحضرية المحمدية بمبلغ 40 مليون درهم والجماعة الحضرية دار بوعزة بمبلغ 40 مليون درهم ومجلس عمالة المحمدية بمبلغ 35 مليون درهم والمجلس الإقليمي للنواصر بمبلغ 35 مليون درهم وستتكلف بإنجاز هذا المشروع كما العديد من المشاريع الأخرى شركة الدار البيضاء للتهيئة. ومن بين الشواطئ التي ستتم إعادة تهيئة شريطها الساحلي شاطئ العنق بمبلغ 200 مليون درهم وشاطئ عين السبع بمبلغ 100 مليون درهم وشاطئ المحمدية بمبلغ 200 مليون درهم وشاطئ دار بوعزة بمبلغ 100 مليون درهم وشاطئ عين الذئاب بمبلغ 100 مليون درهم. وتحاول الدار البيضاء، من خلال التأكيد على إنجاز المشاريع المرتبطة بتهيئة الشريط الساحلي، مصالحة البيضاويين مع شواطئهم، خاصة أن الجهة تتوفر على شريط ساحلي مهم ستنضاف إليه بدون شك شواطئ أخرى، وذلك بعد التنصيص على التقسيم الجهوي الجديد، حيث ستنضاف شواطئ من بينها الجديدة التي تزخر بالعديد من الشواطئ التي تعرف إقبالا كبيرا من قبل المواطنين من مدن مختلفة بالمغرب. وفي السياق المرتبط بالسياحة في العاصمة الاقتصادية، فقد كان أحد الولاة الذين تعاقبوا على الدار البيضاء في العشرية الأخيرة يتحدث عن إمكانية تحويل العاصمة الاقتصادية للمملكة إلى وجهة سياحية قادرة على جلب العديد من السياح ومنافسة الكثير من المدن السياحية، إلا أنه غادر سفينة الولاية دون أن يتحقق حلمه. وتعرف المدينة مشكلا كبيرا وهو المرتبط بمسألة ترويجها وتسويقها، وهو ما جعل هذا المحور يكون ضمن محاور مخطط تنمية الجهة، إذ خصص لهذا الغرض 300 مليون درهم ويهدف هذا المشروع إلى ترويج صورة الدار البيضاء واستغلال علامتها والتنشيط الثقافي للدار البيضاء وترويج القطب المالي وستتكلف بهذه المهمة شركة الدار البيضاء للتنشيط والتظاهرات، وستساهم في المشروع كل من وزارة الداخلية ب 150 مليون درهم ووزارة السياحة ب25 مليون درهم والمجلس الجهوي للدار البيضاء الكبرى ب100 مليون درهم والجماعة الحضرية ب25 مليون درهم.