كثيرة هي حكايات المطلقات حول مرارة نظرة المجتمع لهن، وأول هذا المجتمع محيطهن الأسري والعائلي، فالأسرة حينما تحصل إحدى بناتها على وثيقة الطلاق، تحس بأنها قد أهينت، أما المطلقة فتحس بأنها صارت المتهم رقم واحد في محيطها المجتمعي، والكل يشير لها بالأصبع «تلك امرأة مطلقة» في إشارة من المجتمع إلى تحولها ربما إلى فرد غير مرغوب فيه، يجب وأده في أقرب وقت. فحين تنفصل المرأة تتخلى عن أحلامها وآمالها في الحياة، عكس الرجل الذي تنتهي حياته معها، لتبدأ مع امرأة أخرى غيرها، في حين تضطر هي إلى التعايش مع واقع كونها امرأة مطلقة ينبذها المجتمع وأفراده وفي الخصوص ذاته قال علي شعباني (أستاذ باحث في علم الاجتماع)، في تصريحه ل»المساء»، إن سبب النظرة الدونية التي لا يزال المجتمع المغربي يرمق بها نساءه المطلقات، تعود إلى تلك الرواسب الثقافية القديمة، «فالمجتمع لم يتخلص بعد من الرواسب التي كانت تحكمه، ومن بينها نظرته للطلاق، التي مازال لحد الآن، لم يطرأ عليها ذاك التغيير الإيجابي الذي من شأنه أن ينقلها إلى شكل أكثر تحضرا». وهي النظرة التي بحسبه، لازالت رائجة بسبب جهل بعض أفراد المجتمع وأميتهم، ولومهم للمرأة على فشلها في مؤسسة الزواج باعتبارها مؤسسة اجتماعية كان حريا بها الحفاظ عليها، وإذا ما فشلت في ذلك فإن نظرة المجتمع للمطلقة تأخذ طابع الانتقاص والتحقير. وأضاف شعباني «أن ارتباط المطلقة في نظر الناس ولو عن الخطأ، باعتبارها لا تدخل في إطار المحصنات وبالتالي إمكانية ممارستها لأفعال غير أخلاقية، الشيء الذي يزكي النظرة الدونية للمطلقة. وختم شعباني حديثه ل»المساء» قائلا «هذه النظرة الآن في طريق الزوال، لكون المجتمع صار ينظر إلى الزواج باعتباره زيجة لا تتحمل المرأة لوحدها فشله، فهو كسائر الزيجات قد ينجح وقد يفشل، لذلك لا يمكننا أن نلوم المرأة فقط على فشل مؤسسة الزواج». وفاء لخليلي (صحافية متدربة)